نظرية الكلاسيكيون الجدد " هكشر – أولين" نسب العناصر في تفسير التجارة الدولية
نظرية الكلاسيكيون الجدد " هكشر –
أولين" أو ما يطلق عليها "نسب العناصر" في تفسير التجارة الدولية
هي واحدة من نظريات الفكر الحديث في تفسير التجارة الدولية
لقد أوضحت نظرية ديفيد ريكاردو أن التبادل
الدولي يقوم عندما تختلف النفقات النسبية للإنتاج في الدول المختلفة لكنها لم توضح
أسباب اختلاف النفقات النسبية بين الدول ، أي أنها تحدد متى تقوم التجارة الدولية ،
ولكنها لا تفسر لماذا تقوم هذه التجارة ، وقد كانت مهمة تقديم هذا التفسير من نصيب
الكاتبين السويدين هكشر وبرتل أولين.
فروض النظرية :
1. أن التكنولوجيا المتاحة لإنتاج نفس السلعة
واحدة لا تتغير داخل الدولة.
2. أن السلع المختلفة تتفاوت من حيث كثافة
استخدامها لعناصر الإنتاج.
3. أن أذواق المستهلكين لا تختلف من بلد
لآخر.
4. أن نمط توزيع الدخل معطاه ومعروف في
البلاد المختلفة.
• يذهب هكشر – أولين إلى أن التجارة الدولية
تقوم عند اختلاف النفقة النسبية ، إلا أن اختلاف النفقات النسبية لعناصر الإنتاج يرجع
إلى اختلاف معطيات الموارد ، أي الوفرة أو الندرة النسبية لعناصر الإنتاج ، فهناك بلاد
يتوافر فيها عنصر العمل بدرجة أكبر من توافره في بلاد أخرى ، كذلك هناك بلاد يتوافر
فيها عنصر رأس المال بدرجة أكبر من توافر عناصر الإنتاج الأخرى ( العمل – الأرض ).
• طبقاً لنظرية نسب العناصر فعندما يكون
هناك دولة غنية بأحد عناصر الإنتاج بالمقارنة بغيرها من الدول الأخرى ، فإن هذه الدولة
تكون قادرة على إنتاج السلع التي تحتاج إلى هذه العنصر بدرجة أكبر من غيره.
• طالما أن السلع تتفاوت من حيث كثافة عناصر
الإنتاج المستخدمة في إنتاجها ، وطالما أن الدول تتفاوت من حيث درجة توافر عناصر الإنتاج
المستخدمة في إنتاج هذه السلع ، فيرى كل من هكشر- أولين أن تتخصص كل دولة في إنتاج
السلع التي تتوافر لديها عناصر الإنتاج المستخدمة في إنتاج السلع ، وتقوم بتصديرها
إلى العالم الخارجي ، وبالمثل تقوم باستيراد السلع التي يندر وجود عناصر الإنتاج المطلوبة
لإنتاج هذه السلع بها من العالم الخارجي.
الانتقادات للنظرية:
1. افترضت النظرية تشابه دوال إنتاج السلعة
الواحدة بين دول العالم المختلفة ، وهذا فرض غير واقعي لأنه يستعبد أثر البحث والتطوير.
2. افترضت النظرية أن إنتاج السلع يتم في
ظل شروط المنافسة الكاملة في حين أن الواقع يبين أن الأسواق تنظمها أشكال الاحتكار
المختلفة.
3. أهملت الاختلافات النوعية لعناصر الإنتاج
واهتمت بالاختلافات الكمية .
4. لم تهتم النظرية بالعوامل الأخرى غير
وفرة وندرة عناصر الإنتاج التي تؤدي إلى تخصص الدول في إنتاج سلعة معينة مثل الخبرة
والسبق التاريخي في إنتاج سلعة معينة.
5. تقوم النظرية بالأساس على تبني افتراض
اختلاف كميات عناصر الإنتاج بين الدول ومن ثم تقوم التجارة بين دول متقدمة وأخرى نامية
، إلا أن النظرية عجزت عن تفسير أسباب قيام التجارة بين الدول المتقدمة بعضها البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق