البيئة المحيطة بالمنشأة..أولا: المنافسون
وهي تختلف عن
البيئة العامة في كونها أكثر تعقيدًا وتأثيرًا على المنشأة وغالبًا ما يكون هذا
التأثير مباشرًا على أدائها وتحقيق المهمة التي تريد تحقيقها وكما أن تفاعل
المنشأة مع البيئة الخارجية يؤدي إلى وجود تأثير متبادل بينهما العكس بالنسبة
للبيئة الخارجية العامة والتي لا تستطيع المنشأة أن تؤثر فيها ولكن تتأثر بها.
وتعمل الإدارة على
بذل الجهد وعمل المحاولات للتأثير على البيئة الخارجية التي تحيط بها، والتي تتكون
من المنافسين والعملاء والموردون.
1-
المنافسون:
وتمثلهم المنشآت
المتشابهة التي تزاول نفس نوع النشاط وتعمل على تقديم نفس السلع والخدمات، وأحيانا
ما يكون هناك تنافس بين منشآت لا تزاول نفس النشاط وتكون المنافسة في الحصول على
الموارد مثل الموارد البشرية أو قد تكون محاولات للتأثير على العملاء لتغيير
أذواقهم وقد يكون التنافس على المصادر المالية.
وعلى الإدارة التعرف
على جميع المنافسين لها في السوق سواء من يزاولون نفس النشاط أو نشاطا مختلفا.
والتعرف على مدى قدراتهم على التنافس ومركزهم في السوق وعمل الدراسات التي توضح
مراكز التنافس لهم من خلال ما يلي:
أ-
تحليل المنافسين:
وهو يمد الإدارة
بالعديد من المؤشرات التي تساعد على تشخيص الوضع الحالي والوضع الذي سوف يكون عليه
السوق في المستقبل.
وعلى التغيرات التي
تحدث في أداء وعمل المنافسين وتؤثر على الإدارة بشكل مباشر. وعلى المراكز التي
يحتلها المنافسون في السوق ودرجة الطموح التي يسعى هؤلاء المنافسون للوصول إليها
بالنسبة لحجم السوق في المستقبل، وعمليات التوسع والمجالات الجديدة التي يسعى
إليها المنافسون والإمكانيات المتوفرة لديهم، وبتحليل المنافسين يتكشف العديد من
الجوانب التي تحدد مركز المنشأة في الفترة القادمة.
ب-
قوة المنافسة:
والتي تعتبر أمرًا
ضروريًّا لتحديد طبيعة التنافس السائد في محيط العمل، وتساعد في تحديد مركز
المنشأة بالنسبة للمنافسين لها، وهي تتوقف على عدة عناصر هي:
1-
عدد المنافسين في
ساحة السوق وقوة كل منهم. فإذا كان العدد محدودًا وهناك تقارب أو مساواة في القوة
فإن درجة المنافسة تكون شديدة ولكن ليست بنفس الدرجة التي يزداد فيها عدد المنشآت
واختلاف قوتهم.
2-
كلما كان معدل نمو
السوق منخفضًا كانت درجات المنافسة عالية، حيث تسعى كل منشأة للحصول على أكبر مركز
ممكن في ساحة السوق، فإذا كان السوق شبه ثابت أو معدل نموه منخفض فيصعب احتلال
مركز أكبر في ساحته.
3-
الاختلاف بين
المنافسين دائمًا ما يزيد من التنافس، فعندما تقرر المنشأة استخدام استراتيجيات
جديدة في السوق حتى تتمكن من تحقيق ميزات أفضل عن المنافسين نجد أن المنشآت
المنافسة تتجه نفس الاتجاه وتعمل على التعديل والتغيير في استراتيجياتها حتى لا
تعطي الفرصة لوجود سلع وخدمات متميزة عن سلعتها وخدماتها.
4-
تؤدي زيادة
المحددات والقيود إلى وجود تنافس أكبر إذا كانت المصادر المتاحة التي يمكن الحصول
عليها محددة في البيئة الخارجية وتسعى كل منشأة للحصول على أفضل وأكبر قدر من هذه
المصادر حتى تتميز عن منافسيها مما يزيد من درجة التنافس.
جـ - تشخيص السوق:
ويعتبر من الأساليب
الهامة في تقييم المنافسين حيث يساعد على معرفة مدى قوة المنافسين ودرجة تركزهم في
السوق ويختلف الوضع إذا ما كان هناك منافسون يتمتعون بنفوذ قوي داخل السوق مثل
المنشآت التي تتوافر لديها خبرات متراكمة من فترات طويلة أو المنشآت أصحاب الأسماء
المعروفة أو بعض المنشآت التي لها القدرة على تقديم السلع والخدمات بتكلفة منخفضة
ولا يمكن منافستها، وفي هذه الحالة على الإدارة التعرف على ملامح السوق ومن هم
أصحاب النفوذ والقوة في هذا السوق ودرجات التنافس بينهم حتى يمكن أن تقرر ما إذا
كان دخول السوق يعتبر مناسبًا لظروفها أم لا.
د- تقييم السوق:
أن الطبيعة التي
تتصف بها البيئة المحيطة في الديناميكية التي تجعل هناك العديد من التغيرات التي
تحدث باستمرار، لذلك يستلزم الأمر على أي إدارة القيام بعمل تقييم مستمر للسوق
وعمل التنبؤات والتوقعات اللازمة للمستقبل فقد يوجب الأمر تعديل في الاستراتيجية
أو وضع استراتيجية جديدة لتكون أكثر فعالية في مواجهة هذه التغيرات مثل:
1-
تغيير احتياجات
المستهلكين للسلع والخدمات والذي يستلزم التعديل في الخطط أو التعديل في المزيج
السلعي أو قد يصل إلى تعديل المهمة نفسها.
2-
تغير معرفة
المستهلكين للسعلة والخدمة التي تقدمها المنشأة يؤثر على الاستراتيجية المطبقة
فالتعرف على السلع والخدمات يجعل مستخدمها مدركين لدرجات المنافسة بين المنشآت
وقدرتهم على تقييم هذه المنافسة مما قد يتطلب القيام باستخدام استراتيجية إعلانية
أو اسم مميز.
3-
التغير في التكلفة
يؤثر على الطبيعة التنافسية في السوق وعلى سعر السلع والخدمات مما يؤثر على حجم
الطلب. وقد ينتج عنه تغير تكلفة رأس المال أو في أسعار المواد الخام أو في وسائل
النقل أو في الأجور المدفوعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق