يعتبر التمويل بالاستئجار أحد الأساليب التمويلية التي تستخدم في تمكين المنظمة من اقتناء الأصول المختلفة وطبقا لهذا الأسلوب فإن المنظمة يتحقق لها الحصول على الخدمات التي يؤديها الأصل عن طريق الاستئجار بينما تظل ملكية الأصل مع المؤجر الذي يحصل على مبلغ معين ( قيمة ايجارية ) وذلك كل فترة زمنية دون الحاجة لشراء ذلك الأصل ولذلك يمكن النظر في الاستئجار على أنه مصدر من مصادر التمويل ولما كانت معظم اتفاقات الاستئجار تتراوح آجالها بين عام وعشرة أعوام فقد اعتبر الكتاب الاستئجار مصدرا للتمويل متوسط الأجل .
ويمكن تعريف الاستئجار بأنه اتفاق بين طرفين : المؤجر والمستأجر يقوم بمقتضاه الطرف الأول – المؤجر – بالسماح للطرف الثاني – المستأجر بالحصول على الخدمات التي يؤديها أصل معين ذلك لفترة زمنية معينة مقابل القيام بسداد مبلغ معين – القيمة الايجارية – وذلك على مدى فترات زمنية معينة وعلى هذا الأساس فإن المالك أو المؤجر في عقد التأجير يوافق على السماح للمستأجر باستخدام الأصل لفترة محددة وفي المقابل فإن المستأجر يوافق على دفع أقساط دورية للمؤجر .
ويمكن التمييز بين نوعان من التأجير :
1- الاستئجار التشغيلي :
وبمقتضاه يقوم المستأجر باستخدام الأصل المؤجر لفترة زمنية قصيرة الأجل عادة ما تكون سنة قابلة للتجديد ويسمى أحيانا بإيجار الخدمة .
2- الاستئجار المالي أو الرأسمالي :
وبمقتضى هذا النوع من التأجير يقوم المستأجر باستخدام الأصل المؤجر لفترة زمنية طويلة الأجل غالبا ما تغطي العمر الانتاجي للأصل ويأخذ الاستئجار التمويلي عدة صور أهمها :
(أ) التأجير المباشر :
وفي هذه الصورة يتم إعادة الأصل على حاله إلى المؤجر بعد انتهاء فترة التعاقد .
(ب) التأجير مع الاحتفاظ بحق شراء الأصل في نهاية مدة العقد :
وطبقا لهذه الصورة يكون من حق المستأجر أن يشتري الأصل في نهاية فترة التعاقد حسب أسعار يتفق عليها في بداية العقد .
(ج) البيع مع إعادة التأجير :
وفي هذه الحالة تقوم منظمة بيع أصل تملكه إلى منظمة أخرى مع تأجيره – في الحال – مرة ثانية لاستخدامها الخاص ومن الأمثلة على هذا النوع قيام منظمة بان أمريكان الجوية عام 1985 ببيع عدد من مباني مركزها الرئيسي إلى منظمة متروبوليتان للتأمين على الحياة مع تعليق البيع شرط استمرار منظمة بان أمريكان في استخدام هذه المباني لعملياتها الجوية .
(د) التأجير الثلاثي أو التأجير متعدد الأطراف :
ويسمى أحيانا التأجير من خلال الاقتراض وبمقتضى هذا النظام يقدم أحد البنوك جزء ثمن الأصل كقرض للمؤجر حتى يمكن شراء الأصل وتأجيره للمستأجر وفي هذه الحالة يكون للبنك مقدم القرض حق امتياز على هذا القرض .
ويحقق التمويل التأجيري للمنظمة المستأجرة عدة مزايا أهمها :-
1- الاستئجار مصدر تمويل مرن : فالمنظمات التي تحتاج لحيازة أصل معين تجد أنه من الملائم أن نستأجر هذا الأصل عن القيام بالإجراءات الطويلة التي يستلزمان التفاوض من أجل الحصول على قرض متوسط الأجل بشكل مباشر أو بيع أوراق مالية في كل مرة تحتاج فيها لتدفق رأسمالي خارجي جديد ولذلك يعتبر الإيجار مصدر ملائم جدا للتمويل التدريجي .
2- الاستئجار يعتبر المصدر الوحيد المتاح للمنظمات ذات هامش الربحية المنخفض أو المتعثرة ماليا لأن ملكية الأصل المؤجر تبقى في حوزة المؤجر وهو ما يقلل من مخاطر الفشل التي يتحملها مما يشجع هؤلاء إلى تلبية احتياجات المنظمة طالبة التمويل التأجيري .
3- الاستئجار يوفر للمنظمة تمويل كامل ( 100٪ ) في حين أن معظم عمليات الاقتراض تتم بأقلمن هذا القدر .
4- طرح القيمة الإيجارية من الربح قبل الضرائب يؤدي إلى تخفيض الضرائب التي تدفعها المنظمة .
5- يعتبر الاستئجار من أهم مصادر تمويل المنظمات وذلك لمحدودية أسواق الاقتراض متوسطة وطويلة الأجل وهي القروض التي تناسب عمليات تمويل واقتناء الأصول الرأسمالية .
6- الاستئجار يمكن من مسايرة التطور الفني والتكنولوجي في الصناعة دون الحاجة إلى تقييد جزء ملموس من موارد المنظمة المالية في استثمار رأسمالي مع تجنب المزيد من الأعباء المالية المرتبطة بالاقتراض طويل الأجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق