اخترنا ثلاث نقاط ضعف أساسية فى التنظيم البيروقراطي من حيث القدرة على الابتكار:
أولا- مفهوم الرئيس الواحد.
ثانيا- التركيز الزائد على التأكد بالنسبة للنتائج والعلاقات.
ثالثا- التركيز الزائد على التأكد:
وفيما يلي تفصيل لهذا الإجمالي:
أولا- مفهوم الرئيس الواحد.
إن من أكبر مشكلات النموذج البيروقراطي هو مفهوم الرئيس الواحد هذا المفهوم يعنى:
هناك اختلافات كثيرة بين أعضاء المنظمة من حيث المركز والقدرات والإسهام في المنظمة والمكافأة.
إن تكنولوجيا المنظمة (طريقة العمل بها) مبسطة وهى في قبضة أشخاص قلائل.
إن الشخص الذي يوجد على قمة المنظمة أكثر علما من الباقي وهو الذي يصدر كل الأوامر.
أن هذه الأوامر يتم شرحها للمستويات الأقل على التوالي.
ونظرا لوجود مصدر واحد للسلطة معترف به في المنظمة فإنه لا يمكن تصور وجود صراع وبالتالي فإن أنشطة حل الصراعات والمساومات مسألة غير قانونية ولا يصح الاعتراف بها.
ولكننا نعرف أن هناك فرقا بين الحق فى اتخاذ القرار (السلطة المستمدة من المنصب) والقدرة على اتخاذ القرار (السلطة المبنية على المعرفة الفنية)
إن هذه الفجوة تتسع نتيجة التغيرات التكنولوجية ونتيجة لذلك فإن هناك فجوة كبيرة بين حق اتخاذ القرارات وبين القدرة على اتخاذ القرارات. إن هذا الخلل غالبا ما يظهر في:
الحاجة إلى الرقابة على تصرفات الأفراد فى المنظمة.
الاعتماد المبالغ فيه على اللوائح.
الانفصال المبالغ فيه بالنسبة للعلاقات الشخصية.
المعارضة المبالغ فيها للتغيير وهذا هو السلوك البيروقراطي.
ثانيا: غياب الوسائل الدفاعية للتعامل مع الصراع:
إن الابتكار يشمل تغييرا في الأحوال القائمة وذلك غالبا ما يحدث صراعا بين أولئك الذين يرغبون في الابتكار وأولئك الذين يعارضون الابتكار وإذا كان هناك إشراف مباشر كما هو الحال في التنظيم البيروقراطي فإن ذلك لا يسمح للمرءوسين بأي حرية للابتكار.
ثالثا- التركيز الزائد على التأكد:
التنظيم البيروقراطي يفترض أن متخذي القرارات يعرفون تماما ما يبحثون عنه قادرين على معرفة كل البدائل قادرين على تقييم كل البدائل.
يبحثون دائما عن التصرف الرشيد إن البحث في صناعة القرارات الرشيدة يجب أن يستمر حتى تتساوى التكلفة الحدية للبحث مع التحسن الحدي في البدائل إن هذه القاعدة لايمكن تطبيقها في الابتكار فمتخذي القرار في الابتكار لا يعرفون
بالضبط ما يريدون وعلى ذلك فإن صفة مهمة من صفات التنظيم القادر على الابتكار هو في قدرته على التعامل مع عدم
التأكد وفى تقديمه أساليب ابتكارية في عملية اتخاذ القرار.
لقد أثبت بعض الدراسات أن المنظمات القادرة على الابتكار هي المنظمات التي تستطيع تقييم الظروف التي تعيش فيها أولا بأول وتستطيع معرفة التكيفات المطلوبة مع هذه الظروف إن هذا التكيف المستمر للظروف المتغيرة يتطلب أن تستطيع المنظمة إن تتعلم من الظروف التي تعيش فيها
أن التنظيم البيروقراطي يضع في حساباته التصدي للظروف المتغيرة من خلال التخطيط المسبق غالبا ما يحدث أثره في القواعد وإجراءات تقف عائقا إمام الظروف الجديدة فإذا كان التنظيم البيروقراطي يحدد له قنوات معينه للحصول على معلومات أو قنوات معينه لعرض الموضوع فان قدرة المدير على التكيف مع الظروف الجديدة تكون محدودة.
وستظهر نقاط ضعف التنظيم البيروقراطي بالنسبة لمتطلبات الابتكار بعد أن نحدد ما معنى الابتكار وما هي أنواعه وما هي عوامل القبول والرفض في الابتكار وما هي مراحل وأشكال اتخاذ القرارات ... إلخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق