تواجه المنظمات في مطلع القرن الواحد والعشرون تحديا خاصا بالعمل في ظل بيئة تتسم بالتعقد المتزايد والتدخل والديناميكية .
لذلك يجب على أي شركة ترغب في توسيع نطاق استثماراتها أن تقوم بتحليل بيئة العمل العالمية ومعرفة كيف يمكن الاستثمار في ظل تعقد هذه البيئة والذي تطلب قيام الشركات بتبني مدخل موقفي للعمل في ظل ديناميكية بيئة الأعمال الدولية مما عني أن تعي هذه الشركات بمتطلبات العمل في كل بيئة خاصة وذلك من خلال السياق الأكبر للاتجاهات المتعلقة بالعولمة حيث تمارس الشركات الأعمال الدولية في كل قطر بعد تحليل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والثقافية والتكنولوجية في البيئة كذلك مستوى التقدم الاقتصادي والمزايا الثقافية والمقارنة للأقطار التي ترغب الاستثمار فيها .
ولعل من أهم التغيرات الاقتصادية في بيئة الأعمال الدولية هو أن المنافسة أصبحت عالمية ووصلت إلى مستوى كبير من التقدم وهو ما يشار إليه بمصطلح العولمة وتشير العولمة إلى المنافسة العالمية التي تتميز بوجود شبكة عمل تربط الأقطار والمؤسسات وكذلك الأفراد في اقتصاد عالمي يتصف بالاعتمادية والتداخل .
وتمثل ظاهرة إزالة الحواجز العالمية القوة الدافعة لازدياد المنافسة العالمية مما شجع حركة الصادرات والواردات بين أقطار العالم . حيث تشير تقارير منظمة التجارة العالمية إلى أن الصادرات العالمية للسلع وللخدمات سوف تصل إلى 11 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050 .
وتتأثر كافة الشركات حول العالم بدرجة ما بالعولمة حيث تواجه هذه الشركات بنوعين من المنافسة منافسة محلية ما بين الشركات التي تعمل داخل القطر الواحد ومنافسة عالمية مع الشركات التي تعمل في عدة مناطق حول العالم .
وتتأثر الشركات صغيرة الحجم بالعولمة وذلك إلى جوار الشركات كبيرة الحجم . فالشركات كبيرة الحجم تكون أقل ارتباطا بمواقع معينة وتنتشر عملياتها وحلفائها حول العالم . وتقوم بتنسيق الموارد والأنشطة في المكان والموقع الملائم لها حيث يساعدها التكنولوجي على تحقيق ذلك .
وتلعب الشركات صغيرة الحجم دورا هاما في تنمية اقتصاديات الدول النامية من خلال توفير فرص العمل وخلق فرص جديدة وتطوير سريع وخدمات جديدة وكذلك القيام بالتصدير .
وتمثل الغالبية العظمى من الأعمال في اقتصاديات الدول النامية مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم خاصة تلك التي يقل عدد العاملين فيها عن 500 فرد .
ولقد مكنت التجارة الالكترونية هذه الشركات من الوصول إلى المنافسة العالمية مع الشركات كبيرة الحجم وذلك من خلال سهولة إنشاء مواقع الكترونية تمكنها من عرض منتجاتها والتفاعل بشكل أكبر مع عملائها .
ونظرا لأهمية فهم بيئة الأعمال الدولية فسوف يتناول الفصل الحالي تحليل عناصر البيئة العالمية والمخاطر المرتبطة بهذه العناصر وكيفية إدارة هذه المخاطر من قبل الشركات التي ترغب في العمل في مناطق متعددة من العالم وتوضيح الاختلافات الثقافية فيما بين الدول والاتفاقيات العالمية والتكتلات الاقتصادية التي شهدها القرن العشرون والواحد والعشرون كما يتعرض الفصل الحالي لأسباب قيام التجارة الدولية وأنماطها وأخيرا العوائق التي تقف أمام التجارة الدولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق