free counters

الاستراتيجيات النشطة لتكوين محفظة سندات

| |



يقصد بالاستراتيجية النشطة لإدارة محفظة السندات إمكانية إجراء تغيرات مستمرة على مكونات المحفظة إذا كان من شأن ذلك أن يؤدي إلى تحسين العائد أو تخفيض المخاطر في حدود الهدف والسياسات التي حددها المستثمر .
وفي هذا الصدد يوجد متغيرين أساسيين يحكمان إدارة المحفظة هما :
الاتجاهات المتوقعة لأسعار الفائدة
تواريخ استحقاق السندات المتاحة
حيث يترتب على انخفاض
( ارتفاع ) مستوى أسعار الفائدة ارتفاع
( انخفاض ) في قيمة الأوراق المالية المتداولة في السوق ومن بينها بالطبع السندات .
كما أن حساسية أسعار السندات ذات تواريخ الاستحقاق الأطول للتغير في مستوى أسعار الفائدة يكون أكبر مقارنة بالسندات ذات تاريخ الاستحقاق الأقصر وبناء عليه إذا كانت التوقعات تشير إلى انخفاض في أسعار الفائدة مستقبلا حينئذ يكون الابقاء على السندات التي يمتد تاريخ استحقاقها لفترة أطول هو القرار الاستثماري الأنسب والعكس إذا ما كان من المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة إذ حينئذ تزداد جاذبية السندات قصيرة الأجل إذ سيحل تاريخ استحقاقها في القريب بما يتيح الفرصة لإعادة استثمار حصيلتها بسعر فائدة مرتفع .
استراتيجيات تنويع تواريخ الاستحقاق :
تشير العلاقة بين أسعار الفائدة السائدة في السوق والقيمة السوقية للأوراق المالية إلى أن تغير أسعار الفائدة يترتب عليه تغير أكبر في قيمة السندات طويلة الأجل مقارنة بالسندات قصيرة الأجل وهكذا قد يواجه المستثمر في ظل عدم التأكد معضلة تحتاج إلى حل فإذا ما استثمر متخصصات المحفظة في سندات قصيرة الأجل فإنه يتجنب التقلب الكبير في القيمة السوقية لتلك السندات .
وبذلك يقلل مقدار الخسارة الرأسمالية غير أن استثمار الأموال في تلك السندات سوف يترتب عليه تقلبات كبيرة في العائد من سنة إلى أخرى إذ يصبح على المستثمر أن يقوم بسلسلة من الاستثمارات قصيرة الأجل بأسعار فائدة مختلفة .
ومن ناحية أخرى إذا ما استثمرت مخصصات المحفظة في سندات طويلة الأجل فسوف يتحقق استقرارا أكبر في العائد السنوي المتولد إلا أن القيمة السوقية لتلك السندات قد تتعرض لتقلبات شديدة مما قد يعرض المستثمر لخسائر رأسمالية وذلك إذا ما اضطر إلى بيع جزء منها قبل تاريخ الاستحقاق .
هذه المشكلة قد يمكن التغلب عليها بإتباع سياسة تنويع تواريخ الاستحقاق وتقضي تلك السياسة بتوزيع مخصصات المحفظة بين السندات الطويلة والقصيرة بشكل يؤدي إلى الاستفادة من مزايا كل منها وتقليل المخاطر قد تترتب على توجيه كافة مخصصات المحفظة لأي من هذين النوعين دون الآخر .
وفي هذا الصدد توجد ثلاثة أساليب هي :
الأسلوب الهجومي
أسلوب تدرج تواريخ الاستحقاق
التنويع بالتركيز فقط على الاستثمارات قصيرة الأجل وطويلة الأجل
الأسلوب الهجومي :
يقوم الأسلوب الهجومي في إدارة المحفظة على تحول المستثمر من السندات قصيرة الأجل إلى السندات طويلة الأجل والعكس
وفقا للظروف أي وفقا للاتجاهات المتوقعة لأسعار الفائدة . ويطلق على هذا الأسلوب أحيانا لعبة منحنى الغلة .
فإذا ما اشارات التوقعات إلى أن أسعار الفائدة في طريقها إلى الارتفاع يسارع المستثمر لبيع السندات طويلة الأجل واستخدام حصيلتها في شراء سندات قصيرة الأجل وذلك قبل أن يحدث ارتفاع فعلي في أسعار الفائدة إذا ما تحققت التوقعات وارتفعت أسعار الفائدة فسوف تتاح للمستثمر فرصة تحقيق المزيد من الأرباح طالما أن السندات قصيرة الأجل تتحول إلى نقدية في المدى القصير مما يتيح فرصة استخدام حصيلتها في استثمارات جديدة تحمل أسعار فائدة مرتفعة .
أما إذا اشارت التوقعات إلى أن أسعار الفائدة في طريقها إلى الانخفاض حينئذ يتوقع أن يسارع المستثمر لبيع السندات قصيرة الأجل واستخدام حصيلتها في شراء سندات طويلة الأجل .
يشير التحليل السابق إلى مزايا الأسلوب الهجومي في إدارة المحفظة غير ان نجاحه يتوقف كلية على مدى دقة التنبؤ باتجاه أسعار الفائدة لذا يتوقع عدم لجوء المستثمر لمثل هذا الأسلوب الهجومي في إدارة المحفظة ما لم يكون على درجة عالية من الكفاءة والمعرفة بشئون الاستثمار .
تدرج تواريخ الاستحقاق :
يقصد بتدرج تواريخ الاستحقاق : توزيع مخصصات المحفظة على استثمارات ذات تواريخ استحقاق متدرجة ويقتضي هذا الأسلوب قيام المستثمر بوضع حد أقصى لتاريخ الاستحقاق الذي يمكن قبوله .
بعد ذلك يقوم بوضع هيكل لتواريخ الاستحقاق توزع على أساسه الموارد المالية المتاحة .
ج- التركيز على الاستثمارات قصيرة الأجل وطويلة الأجل :
يقصد بأسلوب التركيز على السندات قصيرة الجل وطويلة الأجل : استبعاد السندات متوسطة الأجل ( من ثلاث سنوات إلى أقل من ثلاث سنوات ) وسندات طويلة الأجل ( سبع إلى عشر سنوات ) فقط .
ويرجع السبب في ذلك إلى أن السندات طويلة الأجل في مواجهة متطلبات الربحية إذ ترتفع قيمتها السوقية في حالة انخفاض أسعار الفائدة فضلا عن تحقيق الاستقرار للفوائد الدورية المتولدة .
أما السندات متوسطة الأجل فلا تسهم في تعظيم هذا أو ذلك إذ ترتفع في منتصف الطريق .
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى ملحوظة أساسية ترتبط بالاستثمار في السندات وهي الخاصة بمخاطر الائتمان احتمال عدم قدرة الشركة على عدم دفع فوائد الديون أو الأقساط أو سداد مبلغ القرض في الموعد المحدد وتعتبر هذه المخاطر من أهم مخاطر الاستثمار في السندات وتختلف نوعية السندات كأدوات للاستثمار حسب هذه المخاطر فكلما زادت هذه المخاطر كلما قلت الرغبة في الاستثمار فيها وكلما كان من الواجب على الشركة المصدرة لها أن تزيد من علاوة مخاطرها وبالتالي عائدها لتصبح مقبولة للمستثمرين .
وتأتي أذون الخزانة في أدنى قائمة الأوراق ذات مخاطر عدم الوفاء حيث تكاد تكون مخاطر عدم الوفاء بها معدومة وتكاد أن تبلغ الصفر وتأتي بعدها باقي الأوراق .
وتقوم بعض المؤسسات المالية بتقييم المراكز المالية للشركات مصدرة السندات وبالتالي تستطيع تصنيف السندات طبقا لدرجة جودتها ( لدرجة المخاطرة فيها ) والعنصر الحاكم في هذا التصنيف هو قدرة المنظمة المصدرة للسند على الاستمرار في دفع الفواتير وكذلك دفع القيمة الأسمية للسند عند تاريخ استحقاقه ويتم استخدام الحروف الأبجدية للتعبير عن رتب السندات وخصائص كل رتبة
وتدريج السندات حسب مخاطر عدم الوفاء يتم في مراتب أفضلها وأقلها خطرا هي التي تندرج تحت فئة AAA وبعدها فئة AA وبعدها فئة BB وهكذا تندرج الفئات حتى تصل إلى ما يسمى بالسندات الرديئة وهي سندات شديدة الخطورة عالية
العائد وكلما ابتعدنا عن الفئة كلما زادت مخاطر عدم الوفاء الخاصة بها وكلما ارتفع مقابل ذلك عائدها لموعد الاستحقاق للتعويض عن مخاطرها .
ويطلق على السندات في أول أربع مراتب أو فئات مصطلح سندات الاستثمار وتحتوي هذه الفئات على سندات لا يتصف الاستثمار فيها بالمضاربة لقلة مخاطرها النسبية وبعد هذه الفئات الأربع تبدأ مخاطر عدم الوفاء بالزيادة بدرجة تجعل الاستثمار فيها أمرا له علاقة بالمضاربة .
وتجدر الإشارة إلى أنه يعاد ترتيب سندات الشركات دوريا حسب التغيرات التي تطرأ على أوضاع الشركات المصدرة لها وقد يحدث أن يهبط سند احدى الشركات من رتبة معينة إلى رتبة أدنى منها بسبب زيادة مخاطرة فترتفع تبعا لذلك عوائده ويطلق عليه في هذه لحالة مصطلح الملاك الساقط ( أي المطرود من الرحمة )
ويقوم بعض المستثمرين بإتباع استراتيجية غير متحفظة عند استثمار أموالهم في السندات فيركزون على السندات الرديئة لأن عوائدها العالية تغريهم بذلك ويكون لديهم الاستعداد الكافي لتحمل مخاطر تلك السندات العالية مقابل عوائدها العالية فهم غير هيابين من المخاطر أو مضاربين بشكل رئيسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©