free counters

الاختبارات عند الاختيار والتعيين

| |


تواجه المنظمات التي تتبع الطرق التقليدية في الاختيار بعض المعوقات التي قد تحد من فاعلية عملية الاختيار ، وتؤثر عليه ، ولذا كان من الضروري التغلب على ذلك بإجراء بعض الاختبارات للمتقدمين ، وتوجد العديد من الاختبارات التي صممت في محاولة لزيادة فعالية عملية الاختيار .
وتشتمل تلك الاختبارات على تطبيق بعض المعايير والمقاييس بإجراءات محددة على الأفراد طلبي التوظف ، والنظر في كيفية استجابتهم لتلك الاختبارات ، ويجب أن تتوفر في هذه الاختبارات عدة شروط حتى يمكن الاعتماد عليها ، وهي :
أداة للقياس الفعال الذي يميز بين الأشياء والموضوعات .
التوحيد والتنميط .
الصدق والثبات .
القبول .
عدم التمييز أو التحيز .
وتوجد عدة أنواع من الاختبارات يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى الاختيار الصحيح للأفراد وتختلف استخداماتها حسب الوظيفة التي سيتقدم لها الأفراد ، ومن أهم هذه الاختبارات :
الاختبارات الجسمانية .
اختبارات الذكاء .
اختبارات القيم والاتجاهات والاهتمامات .
اختبارات الإنجاز .
اختبارات القدرات والاستعداد .
الاختبارات الطبية .
اختبارات سرعة البديهة والاستجابة .
اختبارات الشخصية .
الاختبارات النفسية .
وفيما يلي نبذة عن كل نوع من هذه الاختبارات :
1- الاختبارات الجسمانية :
تهدف الاختبارات الجسمانية إلى قياس القدرات الجسمانية للفرد ، إذ تتطلب بعض الوظائف توافر الخصائص الجسمية مثل الطول والقوة والقدرة على تحمل الظروف المحيطة بالعمل كالحرارة أو الرطوبة أو الضوضاء أو التهوية ، ومن ثم يجب تقييم البنيان الجسماني للفرد للتأكد من قدرته على أداء ما سيكلف به من أعمال داخل بيئة عمل ذات ظروف معينة ، هذا إلى جانب أن مسئولية المنظمة عن أمن وسلامة العاملين بها تلزمها بإجراء الاختبارات الجسمانية مما يفيد كل من الأفراد والمنظمة في ضمان استمرار العمل وعدم توقفه لأسباب صحية أو مرضية أو لتكرار الغياب أو نتيجة الإجهاد أو لزيادة معدلات دوران العمل . وتعظم أهمية هذه الاختبارات للعمالة في أفران مصانع الحديد والصلب أو مصانع الأسمنت أو ما إليها من أعمال تتطلب توافر خصائص جسمانية معينة .
2- اختبارات الذكاء :
تهدف اختبارات الذكاء إلى التعرف على مدى قدرة الفرد على التفكير المنطقي والحكم الصحيح على الأشياء واليقظة والنباهة وحسن التصرف بسرعة ودقة . ومن أهم المجالات التي تركز على قياسها هذه الاختبارات :
التفكير الاستدلالي والقدرة على التعبير والحكم المنطقي .
القدرة على التصور البصري .
القدرة على إدراك العلاقات بين مختلف العناصر والتركيبات .
القدرة على تركيز الانتباه والاهتمام .
قوة الذاكرة والسيطرة على الأفكار .
القدرات العددية والحسابية .
3- اختبارات القيم والاتجاهات والاهتمامات :
تهدف اختبارات القيم والاتجاهات والاهتمامات إلى التعرف على قيم الأفراد واتجاهاتهم واهتماماتهم كالمعتقدات والقيم الشخصية والاتجاهات النفسية والسلوك العام والأمانة والموضوعية ، إذ تؤثر قيم الأفراد ودوافعهم إلى حد كبير على أدائهم في العمل ، فليس من الضروري أن يكون الفرد ذكيا ولديه قدرات جسمانية عالية فقط وإنما يعزز ذلك الاتجاهات الإيجابية والاهتمامات بالأداء الوظيفي والقيام بالواجبات المتعلقة به .
هذا إلى جانب أن قيم الأفراد واتجاهاتهم تسهم في وضعهم في أنشطة ومجالات معينة وفي أماكن ومع أشخاص بذاتهم مما يسهم في أداء العمل بفاعلية ومن بين الاختبارات المتعلقة بالقيم المقياس الذي قدمه كلا من
" ألبورت – فرنون – لند زى " في ضوء النظرية التي صاغها الفيلسوف الألماني الشهير شبر نجر حول القيم ، حيث تم تقسيم القيم الشخصية إلى مجموعات ست هي :
القيم النظرية : وتعني الاهتمام بالحقيقة والمعالجة الموضوعية للأمور والفرد الذي يتميز بسيادة هذه القيمة يسعى وراء الحقائق والأفكار والأسباب والمبررات دون التأثر بالمنفعة المادية بشكل مباشر .
القيم السياسية : وتشير إلى حب النفوذ والسيطرة والقوة في التأثير على الآخرين ، والفرد الذي يتميز بسيادة هذه القيمة يسعى دائما وراء القوة والسيطرة ولا يتوقف على المجال السياسي وإنما يمتد إلى جميع المجالات .
القيم الاقتصادية : وتمثل العناية بالماديات والاهتمام بالنتائج والفوائد المتحققة من وراء كافة التصرفات والفرد الذي يتميز بسيادة هذه القيمة يهتم بالنواحي النفعية والعائد السريع أو بعيد المدى .
القيم الاجتماعية : وتعني العناية بالآخرين وحب الناس وحب العمل من أجلهم وتمثل عنصر الانتماء والولاء والأسرة والتعاون والرعاية ، ويمتاز الفرد الذي لديه هذه القيمة بالود والعطف والإيثار ورفاهة المشاعر والأحاسيس .
القيم الدينية : وتمثل الاهتمام بفهم الكون كوحدة واحدة وسيادة عوامل التقى والورع والتعبد وإنكار الذات ، والأفراد الذين تسود لديهم هذه القيمة يسعون وراء فهم الكون وفك غموضه وتحديد علاقتهم به في ضوء التفكير في خالقه ومدبره ومجرى أموره .
القيم الجمالية : وتعني الاهتمام بالشكل والجمال والتنسيق والإبداع . والفرد الذي لديه هذه القيمة يتميز بحب التناسق والإبداع والجماليات ونظرته للحياة نظرة جمالية .
ويمكننا القول أنه ليس هناك من أفراد توجد لديهم قيمة واحدة من هذه القيم وإنما كل فرد لديه هذه القيم بقدر مختلف في تربيتها وأهميتها النسبية . وهي تؤثر في عمليات الاختيار تأثيرا بالغا فالمرشح لوظيفة العلاقات العامة يجب أن تسود لديه القيم الاجتماعية أما المرشح للوظائف المالية والمحاسبية فقد يفضل أن تتزايد لديه القيم الاقتصادية ... وهكذا .
3- اختبارات الإنجاز والمعرفة المهنية :
تهدف هذه الاختبارات لقياس تصرف الفرد والتعرف على سلوكه تجاه ما استفاد منه من تجاوب وخبرات ماضية بحيث يستدل منها على تصور لسلوكه وتصرف المستقبلي في عمله . وتتعدد اختبارات الإنجاز المهنية بحسب الوظائف وتهتم هذه الاختبارات بالتعرف على :
القدرات والمهارات الميكانيكية .
القدرات والمهارات الكهربائية .
الطباعة على الآلة الكاتبة أو الكمبيوتر .
البرمجة على الحاسبات .
وتمثل اختبارات نماذج الأداء خطوة مكملة لاختبارات الإنجاز للتأكد من مقدرة الفرد على أداء العمل المتوقع منه بدقة وفي الوقت المطلوب ومن الأمثلة العملية لذلك اختبار العمال على خطوط الإنتاج أمام آلات معينة للوقوف على إنتاجيهم بحسب الزمن أو اختبار المحاسبين لإعداد الميزانيات أو اختبار عمال خدمات الغرف بالفنادق الكبرى على ترتيب وتنظيف الغرف بعناية فائقة وفي أسرع وقت . ومن مزايا هذا النوع من الاختبارات :
الإطلاع بصورة عملية ومباشرة على أداء الفرد في الميدان العملي لأداء النشاط مما يعطي صورة واقعية لإنجاز الفرد .
عدم الدخول في موضوعات شخصية ونفسية للفرد المتقدم قد تعرضه للإحراج والتركيز على أدائه العملي .
القياس الدقيق للأداء العملي بعيدا عن التحليلات النظرية .
4- اختبارات القدرات والاستعداد :
تهدف اختبارات القدرات إلى التعرف على قدرة الفرد واستعداده لأداء نشاط معين . وإن اختلفت تلك الاختبارات بحسب الوظائف الشاغرة المراد شغلها إلا أن هناك مجموعة من القدرات تسعى المنظمات إلى التعرف عليها بصفة عامة من أمثلها :
القدرة اللفظية والقدرة على الاتصال بالآخرين بنجاح .
القدرات البصرية والقدرات التقديرية .
المهارات اليدوية واستخدام الحركات المختلفة .
المهارات الكتابية والحسابية .
وإلى جانب تلك القدرات قد تكون هناك عناصر متخصصة تبعا لنوع الوظيفة تحاول المنظمة من خلالها الربط بين النتائج الحالية وتلك المتوقعة من الفرد مستقبلا في مجال العمل ، فالمجال الإداري يتطلب قدرات تختلف عن ذلك التي يحتاج إليها المجال الفني ، ويختلف عنهما المجال القيادي والاستراتيجي وهكذا تتضح ضرورة التعرف على قدرات الفرد واستعداده للإقبال على ممارسة عمل ما من عدمه .
5- الاختبارات الطبية :
تهدف هذه الاختبارات إلى التأكد من الصحة العامة للمتقدم وقدرته على أداء العمل المنوط به وخلوه من الأمراض المعدية ، ومن أهم الاختبارات التي يمكن إجراؤها في هذا الصدد :
اختبارات الكشف عن تعاطي المخدرات واختبارات التدخين .
اختبارات الكشف عن الأمراض والظواهر الوراثية وخاصة التي تمثل مشكلات طبية تعوق أداء العمل .
اختبارات التصفية الطبية التي تهتم بقياس القدرة على العمل في بيئة كيميائيسة معينة ، وذلك لعمال مصانع الصلب والأسمنت والنسيج والمناجم والمعادن و ... غيرها .
6- اختبارات سرعة البديهة والاستجابة :
وتهدف هذه الاختبارات إلى قياس قدرة الأفراد على الاستجابة بسرعة للأحداث المحيطة أو الأسئلة التي تلقي عليهم للتعرف على سرعة رد الفعل ومن أمثلتها الاختبارات الخاصة برجال الأمن والبوليس ، ومنت يعملون في مجال المباحث ، كذلك لدى مندوبي البيع وعمال متاجر التجزئة والأعمال التي تحتاج إلى الكياسة والفطنة وسرعة البديهة والتصرف بدهاء ، ولا يجب التوسع فيها ، أو إجراؤها بشكل مباشر قد ينظر إليه المتقدم على أنه خرق لحريته ولذا يجب الحرص عند تطبيقها ، وحبذا لو كانت بشكل غير مباشر أو متداخلة بين الاختبارات الأخرى .
7- اختبارات الشخصية :
تعد اختبارات الشخصية من أكثر الأدوات انتشارا بين علماء النفس رغم الانتقادات الشديدة التي توجه إليها . ومثل هذه الاختبارات تتطلب من المتقدم الإجابة عن أسئلة مباشرة تتصل بذاته أو آرائه أو بأشياء أخرى كعاداته وإحساساته ومخاوفه وما يفضله أو لا يفضله من أشياء ، وتصاغ الفقرات عادة في صورة المتكلم " أشعر أحيانا برغبة في إعطاء أوامر للآخرين " أو صيغة المخاطب " هل تشعر بالضيق إذا راقبك الناس أثناء أدائك لعملك حتى ولو كنت تؤديه جيدا " ، وأحيانا أخرى تصاغ العبارات في صورة الغائب " أحيانا يحب "س" العمل بمفرده بعيدا عن الجماعة " وقد يكون لهذا النوع الأخير ميزة إذا قام بالإجابة على أسئلة الاختبار المدير فيما يتعلق بأحد مرؤوسيه الذي تربطه به صلة قوية . وتتعدد أنواع اختبارات الشخصية ومن بينها :
اختبارات تقدير السمات الخاصة بالفرد ( كالثقة بالنفس – السيطرة - ... ) .
اختبارات تقييم التوافق في علاقات الفرد ( بالمنظمة / بالأسرة / المجتمع ) .
اختبارات التصنيف في مجموعات إكلينيكية .
اختبارات الميول والاتجاهات والقيم ( الميول المهنية / الميول نحو الدين / القيم ) .
وتوصلت العديد من نظريات الشخصية إلى نتائج تحدد أنماط الشخصية من بينها دراسة Lass well عن القيادة وقد خرج بأنماط اجتماعية لأنواع القيادات هي : ( الإداري – الدبلوماسي – الفوضوي – محب الرئاسة – النظري ) ، وتوصلت نتائج إحدى الدراسات الأخرى لدراسة الشخصية الإدارية إلى الأنماط الأربعة التالية :
النمط الحرفي الماهر : ويتسم هذا النمط بإتقانه للعمل ومراعاة أخلاقياته والتعرض للمشكلات ومحاولة حلها ، ويجب العمل في مجموعات ويقيم الآخرين من خلال نوعية العمل الذي يمارسونه وما يقدمونه له من دعم في مجال عمله .
النط الاجتماعي المشارك : يتسم بالولاء والانتماء والمسئولية والإخلاص للمنظمة التي يعمل بها ، ويبنى شعوره بالأمان على أساس علاقاته بأعضاء التنظيم ويراعى مشاعر الآخرين ولديه القدرة على التعامل مع جميع أنواع البشر .
النمط القوي العلمي : يركز على تحقيق القوة والنجاح ، ويميل إلى التحكم والسيطرة وارتقاء المكانة الرفيعة التي تحقق له المكانة والسيطرة والمسئولية واتخاذ القرارات المؤثرة في الآخرين ، لديه المخاطرة ويحب جو العمل النشط .
النمط المبتكر الخلاق : يعمل على محاولة اكتشاف الطرق الجديدة ويتبع أساليب التفكير الإبداعي ويستحدث نفسه والآخرين للتحدي والابتكار في العمل ويتسم الديناميكية وسرعة استحضار الأفكار الجديدة وتحمل المخاطرة والرد على النقد والأعمال لديه أهم من الأقوال .
8- الاختبارات النفسية :
تهدف هذه الاختبارات إلى تحديد موضوعي وصادق لمعرفة الحالة النفسية والمزاجية للأفراد من خلال التعرض لبعض المواقف والسؤال عن بعض السلوكيات والتصرفات بصورة مباشرة أو غير مباشرة بما يسهم في الوقوف على الحالة المعنوية للأفراد ، وتعد هذه الاختبارات من بين اختبارات الشخصية وتهتم بالتعرف على بعض الموضوعات من بينها :
الصحة النفسية .
قدرة الفرد على العمل داخل المجموعة .
قدرة الفرد على السيطرة والخضوع .
تحديد الأنماط والخصائص المتعلقة بالانطواء والانبساط .
تحديد الأنماط والخصائص المتعلقة بالاتزان الانفعالي والعلاقات الاجتماعية
ومن بين عبارات أحد مقاييس الاختبارات النفسية ما يلي :
هل تحس عادة الصحة وبالقوة .
هل تنام عادة نوما هادئا .
هل تفرغ كثيرا من نومك أثناء الليل .
هل ينتابك الكابوس .
هل تعتاد سريعا الأماكن الجديدة .
هل تشعر بالتعب والإجهاد بسرعة .
هل تتغير اهتماماتك كثيرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©