وهي الموارد التي تتجدد إما تلقائيا نتيجة وجودها بصفة مستمرة بكميات كبيرة كأشعة
الشمس والهواء والأرض ، أو نتيجة تكاثرها أو نموها كالغابات والمراعي والأسماك ،
وهذا بالطبع في ظل شرط ضروري وهو استخدام هذه الموارد بمعدلات طبيعية . أو أن هذه الموارد
تتجدد نتيجة لتدخل الإنسان وذلك بتنظيم استغلالها مثل المياه العذبة ورواسب التربة
واستزراع الغابات ، أو إذا أولى التربة بالرعاية الكافية وتبع الطرق العلمية
لمقومة عوامل التعرية ، واتبع الدورات الزراعية المناسبة ، وتستخدم المخصبات
والأسمدة لغرض الاحتفاظ بخصوبتها ، فتكون النتيجة زيادة إنتاجية الأرض .
وكذلك إذا انتهى
الإنسان عن القطع الجائر لأشجار الغابات بل أنه أولاها الرعاية والعناية واحل
شجيرات جديدة بدلا مما يقطع وعمل على مقاومة الأمراض التي تفتك بها فإن إنتاجية
الغابة تظل قائمة لفترة طويلة .
ونتيجة هذه
الموارد يطلق عليها موارد التيارات .
ولكن لابد من
الإشارة إلى نقطة هامة وهي علاقة الاستهلاك بنضوب الموارد ، فالموارد المتجددة
تنضب إذا استهلكت بطريقة جائرة لا تراعي الأسس السليمة للمحافظة على مثل هذه
الموارد وتجددها ، وبمعنى آخر أنه يمكن أن تتحول هذه الموارد من موارد تيارات إلى
موارد أرصدة تنفذ . والشرط الضروري لكي تتجدد هذه الموارد إلى ما لا نهاية هو أن
يكون معدل استخدامها مساويا أو أقل من المعدل الذي تتجدد به طبيعيا .
إذا ارتفع معدل
الاستخدام عن معل التجدد الطبيعي فإن هذا المورد يتحول من مورد تيارات إلى مورد
رصيد حيث تفشل عملية الإحلال أو التجدد الطبيعي في تعويض ما ينفذ منه بسرعة . ومن
ثم يكون من الصعب استمرار هذه الموارد في العطاء . والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
· مورد التربة الذي إذا أسيء
استخدامه وذلك بإجهادها ، فمن الممكن أن تتعرض للتآكل والتعرية لدرجة قد تهدد بخطر
التصحر . وفي هذه الحالة يكون من الصعب تعويض ما يتآكل من التربة سواء طبيعيا أو
حتى من خلال برامج مخططة للاستصلاح في مدى زمني ملائم .
· الإفراط في صيد الأسماك أو
صيد الحيوانات البرية مما يحد من التجدد الطبيعي لها فيؤدي إلى انقراض العديد من
أنواعها . فعلى سبيل المثال يقد البعض أن العالم قد خسر في عام 1968 حوالي 36 نوعا
من الحيوانات الثديية ، 94 نوعا من الطيور بالإضافة إلى 311 نوعا آخر معرض للخطر.
· زيادة الملوثات التي تبث في
الهواء الجوي والتي تفوق الحد الأدنى الذي تستطيع معه الأنظمة الطبيعية من امتصاصه
وتناقص قدرة الطبيعة على التنقية الذاتية ويتحول التلوث من مجرد ظاهرة إلى مشكلة
فيحدث اختلال في التوازن البيئي .
ومن ذلك تأثر طبقة
الأوزون – على سبيل المثال – بملوثات الهواء . هذه الطبقة التي تحمي الإنسان من
تسرب الأشعة فوق البنفسجية للشمس إلى الكرة الأرضية حيث يكون لها سمكا معينا يسمح
بمرور قدر معين من هذه الأشعة يستطيع الإنسان أن يعيش في ظله دون أن يتعرض لضرر
هذه الأشعة . ولكن نتيجة تزايد ملوثات الهواء عن حد معين يتناقص سمك طبقة الأوزون
المحيط بالكرة الأرضية مما يزيد احتمالات الخطر الذي يهدد الحياة البشرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق