في عام 1830م كانت ألمانيا مجزاة إلى 34 مقاطعة وكان عدد
سكانها في عام 1879 على وجه التحديد 41 مليون نسمة وقد تميزت معدلات المواليد
والوفيات بالارتفاع في هذه الفترة .
وبالنسبة للنشاط الصناعي آنذاك فلم يكن متقدما فقد كانت هناك
نسبة ضئيلة من المشتغلين فيه مقارنة ببريطانيا والتي كانت تعد أكبر الدول تقدما في
هذا المجال .
ونجد أن قيام الثورة الصناعية في ألمانيا قد تأخر إلى ما
بعد منتصف القرن التاسع عشر وحتى عام 1860م حيث لم تكن هناك نهضة صناعية في
ألمانيا يمكن مقارنتها بالنهضة في انجلترا أو فرنسا .
ومن أسباب تأخر قيام الصناعة في ألمانيا ما يلي :
1- قلة الاستهلاك الداخلى ومن ثم محدودية السوق الداخلية
ويرجع ذلك إلى :
·
ضعف القوة الشرائية لدى الأفراد وتعودهم على حياة
الاقتصاد والتقشف .
·
صعوبة وتأخر المواصلات الداخلية لألمانيا مما جعلها
عاجزة عن فتح أسواق جديدة أمام الصناعة .
·
انخفاض المعروض من السلع حيث أن تأخر المواصلات الداخلية
أدى إلى عدم استغلال الموارد الطبيعية خاصة الفحم والحديد وهما الدعامتين
الأساسيتين في المجال الصناعي
2- محدودية الأسواق الخارجية بسبب حرمان
ألمانيا من المستعمرات اللازمة لاستيراد المواد الأولية ولتصريف المنتجات الصناعية
يضاف إلى ذلك عدم امتلاك ألمانيا اسطولا تجاريا .
3- ضعف ألمانيا وانقسامها سياسيا وتعرضها للاضرابات
الداخلية فقد كانت ألمانيا مقسمة إلى 37 ولاية وذلك في عام 1815م وكانت كل ولاية
مستقلة بذاتها في تحديد سيادتها الاقتصادية والإدارية وبناء على ذلك كان من الصعب
اتفاقهم على سياسة واحدة لتنمية الصناعة .
4- طبيعة الشعب الألماني المحافظ فكان من نتيجة ذلك
تمسكه بالزراعة .
5- قوة النقابات الطائفية والتي شكلت عائقا أمام النمو
الصناعي فقد عملت هذه النقابات على مقاومة إدخال الآلات الجديدة حتى لا يتعرضون
للمنافسة ولكن سيطرة هذه النقابات لم تدم طويلا حيث أنه في عام 1869م صدر قانون
يلغى النقابات الطائفية فتمتع العامل الألماني بحرية الحركة وإن كان ذلك قد حدث في
وقت متأخر بالنسبة لبريطانيا وفرنسا .
6- لم تحظ الصناعة بتشجيع أصحاب السلطة الألمان فقد عم
الأمراء الألمان لزيادة دخولهم إلى رفع أسعار المنتجات الصناعية في ولاياتهم مما
أدى إلى قلة الطلب عليها كذلك أرهقت الصناعة بضرائب الانتاج بدلا من تقديم
المساعدة إليها .
7- قلة رؤوس الأموال اللازمة لتمويل النهضة الصناعية في
ألمانيا بسبب :
·
ضعف المدخرات لدى الأفراد نظرا لكثرة الحروب التي
واجهتها ألمانيا .
·
تخلف نظام البنوك وعدم اسهام النظام المصرفى في مد
الصناعة بالائتمان المطلوب
·
زيادة الوارادات عن الصادرات وذلك لفترات طويلة مما أدى
إلى حدوث عجز في ميزانها التجارى وخروج الأموال من ألمانيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق