free counters

العولمة والنظام الاقتصادي الجديد

| |

لاشك أن ظاهرة العولمة وانتشارها على نطاق واسع في السنوات القليلة الماضية قد أصبحت واقعا يفرض نفسه بقوة على العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية .
وعلى الرغم من شيوع الاعتقاد بإرتباط تعبير العولمة بالاقتصاد أو بالدراسات الاقتصادية خاصة الدولية منها إلا أنه تعبير غاية في الشمول حيث يغطي كافة الجوانب التي من شأنها التأثير على مجرى الحياة الإنسانية ويعرف البعض العولمة بأنها " عملية دمج أسواق الدول المختلفة في سوق عالمية واحدة في جميع المجالات التجارية والمالية والسياسية والثقافية وفي إطار من الحرية الاقتصادية وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات وخضوع العالم إلى قوى السوق العالمية وقواعد قانونية واحدة . "
ولكن إذا ما ركزنا على العولمة من منظور اقتصادي نجدها تعنى " الغاء القيود والحواجز الجغرافية أمام حركة التجارة ورؤوس الأموال والاستثمارات والتكنولوجيا بحيث يصبح العالم بأسره عبارة عن سوق واحدة عملاقة تتنافس فيها كافة الدول وفقا لقدراتها " .
ومن هذه التعريفات نلاحظ أن :
·        العولمة هي تغليب فكرة السوق على ما عداها من أفكار حيث تعني تزايد الاعتماد الاقتصادي المتبادل بين بلدان العالم من خلال زيادة حجم معاملات السلع والخدمات وتنوعها عبر الحدود والتدفقات الرأسمالية الدولية وكذلك من خلال سرعة انتشار التكنولوجيا .
·        أنه من ملامح عصر العولمة محاولة الرأسمالية العالمية استعادة سلطتها المطلقة في الاستغلال غير المحدود لامكانات شعوب الدول النامية وقدراتها وأسواقها من خلال إخضاعها لعملية تكيف عكسي والاستسلام لتحكم رأس المال بلا منافس وفرضت برامج الاصلاح الاقتصادى ، ذلك الاستغلال الذي كانت تمارسه منذ فجر الرأسمالية في حرية مطلقة والذي اضطر إلى الانكماش بفضل نضال الشعوب وبسبب التنازلات التي أجبرت الرأسمالية على تقديمها لهذه الدول مراعاة لمقتضبات الحرب الباردة والمنافسة الأيديولوجية بين الأقطاب العالمية الكبرى ومن ثم فإن العولمة هي حقبة التحول الرأسمالى العميق للإنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز وبقيادتها وتحت سيطرتها وفي ظل سيادة النظام العالمي للتبادل الغير متكافىء ولذا يفضل البعض استخدام مصطلح النظام الاقتصادي العالمي الجديد بدلا من مصطلح العولمة .
وقد يكون من أسباب زيادة الرأسمالية وعولمتها :
1-    انتهاء الحرب الباردة وما تلاها من انهيار الفكر والتطبيق الاشتراكى مما فتح الباب على مصراعيه لسيطرة الفكر والتطبيق الرأسمالى .

2-    الآثار السلبية التي نتجت عن تدخل الدولة المفرط في النشاط الاقتصادي منذ أزمة الكساد الكبير مما أدى إلى افراز الحركات التي تنادي بالعودة إلى الرأسمالية الكلاسيكية مع تحجيم دور الدولة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©