free counters

المصفوفة الإستراتيجية

| |
المصفوفة الإستراتيجية:
حتى يمكن أن نقوم بتحديد الحصة السوقية النسبية للمشروع فإنه يجب النظر إلى أن هذه الحصة السوقية النسبية تمثل العلاقة بين نصيب المشروع من السوق الكلي وبين نصيب المنافسين المباشرين للمشروع؛ ولذلك فإنه يمكن تكوين المصفوفة كما تظهر في الشكل التالي:

الشكل المرفق مع الخدمة



وفي هذا الشكل فإن الإحداثي الأفقي يعكس من اليمين لليسار الحصة السوقية النسبية للمشروع وهي تتراوح بين منخفضة ومرتفعة، وفي الإحداثي الرأسي من أسفل لأعلى تتمثل معدلات النمو في القطاع أو معدلات النمو في الصناعة التي يعمل بها المشروع. ويلاحظ عند قراءة هذه المصفوفة أن التدفق النقدي في المشروع يزداد بالطبع من اليمين إلى اليسار مع زيادة حصة المشروع النسبية في سوق الصناعة. ويلاحظ أيضًا أن زيادة حصته النسبية يتضمن حتمًا زيادة تكاملية في الإنتاج من مجموعات السلع التي يقدمها وبالتالي فإن هوامش الربح المحققة يجب أن تتزايد كما تتزايد التدفقات النقدية الداخلة للمشروع. ومن ناحية أخرى فإنه يظهر في النهاية أن استخدام التدفق يمكن أن يزداد من أسفل إلى أعلى. فإن كل منتج أو نشاط يمكن أن يحتل مكانة في المصفوفة طبقًا لنسبة معينة أو درجة مساهمة في رقم الأعمال المحقق أو بصورة أحسن طبقًا لمساهماته في القيمة المضافة، وهكذا فإن المصفوفة طبقًا لهذا الشكل يمكن أن تنقسم إلى أربع خلايا يمكن تفسيرها وتسميتها طبقًا للتالي:
§        الخلية الأولى: ويمكن أن يطلق عليها خلية البقر الحلوب Cash Cows.
§        الخلية الثانية: ويمكن أن يطلق عليها خلية النجوم Stars.
§        الخلية الثالثة: ويمكن أن يطلق عليها خلية الطيور الحبيسة Dogs.
§        الخلية الرابعة: ويمكن أن يطلق عليها خلية المآزق Question Marks.
ولكل مجموعة من الأنشطة وطبقًا للخلايا السابقة فإنه يمكن تقديم التفسيرات التالية التي تقدمها مجموعة بوسطن الاستشارية B.C.G. وذلك بالنسبة لكل خلية على حده:
1.     خلية البقر الحلوب: وفي هذه الحالة يكون معدل النمو في القطاع منخفضًا، بينما يكون النصيب النسبي للشركة من سوق الصناعة مرتفعًا أي أن الشركة حصتها السوقية كبيرة، وفي هذه الحالة فإن المشروع يحتل مكانة القيادة، أي أنه هو المشروع القائد، وفي هذه الحالة تكون تكاليف الإنتاج لدى الشركة عند أقل حد أي أقل ما يمكن، وتكون التدفقات النقدية مرتفعة أي كبيرة وتكون على العكس عملية الإنفاق من هذه السيولة على المنتجات أو الأنشطة التي تحقق هذا التدفق النقدي قليلة أي أن المشروع لا ينفق الكثير على السلع.
2.     خلية النجوم: في هذه الحالة يكون المشروع في موقع القيادة بالنسبة لغيره من المشروعات في نفس القطاع، ويحقق درجة عالية من الاستفادة من خبرته في التصنيع. ويستطيع المشروع في هذه الحالة ومن خلال منتجاته تحقيق درجة عالية من السيولة النقدية. ويكون الوضع في هذه الحالة بالنسبة للقطاع والصناعة في تطور، حيث وجود تطور سريع ونمو، أي أن معدل النمو في الصناعة يكون مرتفعًا. ولعل ارتفاع معدلات النمو يشجع المشروع بل يتطلب منه استثمارات مكثفة في السلع أو النشاط الذي يقدمه، وهذا ما يتطلب منه إنفاقًا وتكاليف مرتفعة. وفي هذه الحالة يجب التنبيه إلى أن معدلات النمو المرتفعة لا يجب أن تدفع المشروع بصفة دائمة إلى التمسك بالاستثمار الدائم وبصورة حماسية في هذه المنتجات، تحت الرغبة في تحويل هذه المنتجات النجوم إلى منتجات بقر حلوب وذلك لأن هناك حقيقة مؤكدة وهي أن لكل منتج دورة حياة معروفة وأن هناك رغبة سوقية في التطوير والتجديد.
3.     خلية الطيور الحبيسة: وفي هذه الحالة يكون النصيب النسبي للشركة في السوق أي الحصة السوقية النسبية ضعيفة، أي أن المكانة النسبية للمشروع وسط منافسيه مكانة ضعيفة، ويكون المشروع في هذه الحالة، التي يكون في ها معدلات النمو في القطاع ضعيفة أيضًا، خاضعًا بصفة أساسية للمشروع القائد، الذي إذا كانت أسعاره القيادية مرتفعة، فإنه في هذه الحالة فقط يستطيع المشروع أن يستمر أو يصمد وذلك بالطبع تحت أسعار المظلة التي يضعها القائد، ولكنه حتى في الأجل المتوسط سيتعرض لتحقيق الخسائر. وإذا حاول المشروع أن يقوم بالاستثمار حتى يمكنه الصمود في السوق فإن ذلك سوف يكون مصدرًا من مصادر الإنفاق الذي سيعرضه إلى خسائر فادحة، وذلك بالطبع لأن معدلات النمو المنخفضة لا تسمح بذلك.
4.     خلية المآزق: وفي هذه الحالة فإنّ المشروع له حصة سوقية نسبية منخفضة، أي أن مكانته في السوق بين المنافسين ضعيفة، وذلك في الوقت الذي يكون في معدل النمو في القطاع مرتفعًا. وبالطبع فإن المشروع في هذه الحالة لا يكون المشروع القائد. ولذلك فإنه في ظل هذا الوضع بالنسبة لمجموعة المنتجات فإن هامش الربح سيكون سلبيًا حيث قد لا يحقق المشروع أرباحًا على الإطلاق في الوقت الذي قد يقوم فيه المشروع في ظل معدلات النمو المرتفعة بالاستثمار في هذه السلع، وبالرغم من ذلك وتحت ظروف معينة فقد يستطيع المشروع أن يستفيد من هذه الأوضاع وأن يحول هذه المنتجات إلى بقر حلوب تحقق له سيولة وتدفق نقدي.
وهكذا وطبقًا لهذه الشكل الذي ثبت تحقيقه العملي في الحياة العملية في كثير من الشركات والذي يبين الفوائد التي يمكن أن يحققها المشروع من اختياره لمجموعة المنتجات أو الأنشطة التي يقوم بها، وكذلك من العوائد التي يمكن تحقيقها من القيام بخلطة من الأنشطة يترتب عليها تحقيق التوازن في إنتاج مجموعة من المنتجات تحقق توزيع المخاطر، والقيام بتمويل بعض الأنشطة أو الإنفاق الاستثماري على بعض المنتجات، وذلك من التدفقات النقدية ومن السيولة التي يمكن تحقيقها داخل المشروع من تقديم وإنتاج بعض المنتجات وبالتالي يستطيع المشروع الاستفادة من خبراته في إنتاج بعض المواد أو القيام ببعض الأنشطة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©