تميزت فترة التسعينات من القرن العشرين بحدوث ثوره تكنولوجية في مجال الاتصالات والمعلومات وقد أدت هذه الثورة إلى توسيع شبكات المعلومات محليا ودوليا وزيادة كفاءة نظم معالجة البيانات واتخاذ القرارات . وقد مكنت التكنولوجي المتطورة للمعلومات والاتصالات صناعة الخدمات التمويلية من تخطى حاجزي المكان والزمان.
فبالنسبة لإلغاء البعد المكاني : فد تحقق من خلال إمكانية أداء الخدمات دون الحاجة إلى التلاقي المكاني من خلال الربط الإلكتروني بين العملاء ومراكز أداء هذه الخدمات وبالتالي فإن التعريف الكلاسيكي للأسواق بأنها المكان الذي يلتقي فيه البائع والمشترى لم يعد له سوى المعنى المجازى ويعرف مفهوم تخطي صناعة الخدمات التمويلية للحاجز المكانى باسم خاصية كونيه أسواق المال .
أما بالنسبة لتخطي حاجز الزمان فقد تم بعد ما أصبح التعامل غير قاصر على الأسواق الحاضرة بل امتد الاتجاه للتوسع في الأسواق المستقبلية من خلال الأدوات المالية الحديثة(المستقبليات المالية والمشتقات)والتي يتم فيها الالتزام بتداول الحقوق في تواريخ لاحقه.
وسوف نناقش فيما يلي موضوع التجارة الالكترونية علي أن نستكمل موضوع المشتقات فيما بعد.
ويطلق مصطلح التجارة الإلكترونية علي عمليات البيع والشراء كسلع والخدمات التي تتم علي شبكة الإنترنت خاصة تلك العمليات التي تستخدم شبكة المعلومات العالمية (www)world wide web وهذا المصطلح بالإضافة إلى مصطلحe-business يطلق عادة علي نفس العمليات التجارية.
وبالنسبة لعمليات البيع للعملاء فعادة ما يطلق عليها e- tailing وهى عبارة عن مواقع علي شبكة لمراكز تجارة تعرض منتجاتها من خلال كتالوجات بالصور والأفلام ويطلق عليها virtual mall أى المراكز التجارية التخيليه حيث لا يوجد لها مبنى أو مقر فى الواقع وهذه المواقع تتيح الحوار بين المستخدم وصفحات الموقع حيث يدخل المستخدم بيانات أمر الشراء بها والأوقات التي بفضل الشراء فيها.........
والإنترنت ببساطة هي عبارة عن شبكة عالمية ضخمه تكون عددا من الشبكات المرتبطة مع بعضها فهي كائن بحد ذاته وعبارة عن وسيلة تتواصل عبرها أجهزة الكمبيوتر وهذه الشبكة مكونه من منظمات ومؤسسات متنوعة تشمل الدوائر الحكومية والجامعات والشركات التجارية التي قررت السماح للآخرين بالاتصال بالحاسبات الخاصة بها ومشاركتهم المعلومات ويعود إلى كل منظمة أمر تحديد حجم المعلومات أو البيانات التي ترغب في عرضها على الآخرين وبالتالي يمكن القول أن الإنترنت ما هو إلا شبكة لتبادل المعلومات ونقل الرسائل بين مستخدمي الحاسبات الالكترونية.
وحتى أوائل التسعينات كان الإنترنت يستخدم أساسا من جانب الأكاديميين والمتحمسين لاستعمال الحاسبات الإلكترونية أما اليوم فقد تزايد الاهتمام بالإنترنت علي نطاق واسع بين قطاع منظمات العمال والمؤسسات المالية. وبناءا علي ماسبق يتضح أن الإنترنت يشبه مجتمع إفتراضي حيث تعيش المنظمات وتعمل في أماكن متباعدة ويستخدمون وسائل الكترونية للتفاوض دون أن يشترط أن تتواجد في المكان نفسه.
ويحقق استخدام الانترنت فى المعاملات سلسلة من الخدمات أهمها:
1- تسهيل التبادل:
حيث يحقق استخدام الانترنت توفير معلومات مفصلة عن السلع والخدمات واستلام طلبات الشراء وتسديد مبالغ البيع علي مدة 24 ساعة فى اليوم هذا فضلا عن أن التواجد علي شبكة الانترنت يتيح للمنظمة أن يكون لها سوق عالمي مما يؤدى لتوسيع نطاق السوق أمامها.
2- الدراسة السليمة للسوق:
حيث تحصل المنظمة على معلومات فورية من وسائل الأعلام المختلفة فى كل أنحاء العالم بتكلفة منخفضة فضلا عن القدرة على التعرف على التغذية المرتدة من العميل عن رأيه فى المنتج أو السلعة.
3- تحسين الاتصالات:
يستعمل الانترنت لأغراض الاتصالات والتي تكون علي شكل البريد الالكتروني والبريد الالكتروني يوفر اتصال مكتوب سريع وفعال بين مسئولي المبيعات ومسئولي الإنتاج ومسئولي التوزيع وكافة العاملين في المنظمة فضلا عن إيجاد خط اتصال مباشر مع مدير المركز العليا في المنظمة مما يمكنها من تحقيق سيطرة أفضل علي أي متغيرات كما يترتب على هذه الوظيفة إمكانية الاتصال السريع بين المنظمات فى جميع أنحاء العالم وبالتالي يصبح في إمكان المنظمة أن تحافظ علي اتصالاتها بأسلوب (لاتزامنى) بمعنى أن طرفي الاتصال ليس فى حاجة لأن يكون علي اتصال مباشر بالطرف نفسه والزمن نفسه بل يمكن لكلا الطرفين أن يتبادلا المعلومات بحرية مع اختلاف التوقيت والمكان وهو ما يضاعف من مجال الرؤية أمام المنظمات.
4- التعريف الإلكتروني بالسلع والخدمات:
وهذه الخدمة تتمثل في لإمكانية عرض قوائم تعريف السلع والخدمات وكامل الخط الإنتاجي للمنظمة علي شاشة الحاسب الإلكتروني مع القدرة علي التحديث اليومي للمعلومات الواردة في هذه القوائم.
5- ترويج المنتجات:
حيث يمكن عن طريق العروض علي شاشة الحاسب الآلي إبراز خصائص الإنتاج والسلع وجذب المزيد من النشاط التجاري مع إمكانية الوصول إلى كل العملاء المحتملين لهذه السلع علي مدى 24 ساعة فى اليوم .
6- التدفق السريع والمنتظم للمعلومات:
حيث يمكن عن طريق الإنترنت توفير معلومات تبرز فائدة ونافع السلع وقيمتها المعنوية والمادية بوسيلة متنوعة ومثيرة للاهتمام وتسمى عملية استخدام خدمة المعلومات لتعزيز البيع بالترويج المعلوماتى أو الإعلامي. ويتضح مما سبق أنه يمكن استخدام الانترنت لتعزيز إدراك العملاء لمميزات السلعة أو الخدمة التي ترغب المنظمة في تسويها وتعزيز صورة الشركة وسمعتها من خلال الرسائل الإخبارية والمعلومات القيمة وطلب التغذية المرتدة من العميل واقتراحاته حول السلع يمكن أن تؤدى بطريقة غير مباشرة إلى تحسن المبيعات.
7- المحافظة على الوضع التنافسي:
يزيد انتشار التجارة الالكترونية من قدرة المنظمات على الحفاظ علي وضعها التنافسي فمن خلال اتصالها بالانترنت ستزداد إمكانية حصولها علي المعلومات حول السوق التي تتعامل معها وكذلك الإلمام بأحدث التقنيات في المجال الذي تنتمي إليها وهو ما يساعدها علي الحفاظ علي ميزتها التنافسية.
8- تخفيض التكاليف:
حيث تنخفض تكلفة التسويق علي المستهلكين( بسبب تقلص سلسلة الخدمات والتوزيع والربط المباشر ببين المنتج والمستهلك) كما تنخفض تكلفة النفاذ للأسواق علي الموردين (بسبب انخفاض تكلفة الاتصالات وزيادة المعاملات نتيجة اتساع السوق).
ورغم توافر خدمات البيع ودراسات السوق وترويج السلع عبر وسائط أخرى إلا أن كل هذه الخدمات تتحول إلى أشكال أخرى عبر الانترنت التكنولوجيا الخاصة بالانترنت تسمح لمنظمات العمال بالتركيز الاستهدافي علي ما يلائم العميل بدون أى تكلفة إضافية بل أن ذلك يتم بتكلفة أقل بكثير من تكلفة طبع المجلات والدعاية وغيرها.
وخدمات البيع الأخرى الواردة في اللائحة السابقة هي نتيجة مباشرة لقدرة الحاسب على تخزين كمية كبيرة من المعلومات ومن ثم بث هذه المعلومات عند الطلب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق