نظرية نسب عناصر الإنتاج
تسمى أيضا نظرية هكشر أولين .
تعزو نظرية الميزة النسبية اختلاف معدلات التبادل بين السلع داخل البلد إلى اختلاف كمية العمل المبذولة ، أي الوقت الذي تستغرقه السلعة في الإنتاج . اختلاف الإنتاجية ، وبالتالي اختلاف الأسعار ، هو سبب تخصص الدولة . سعر طن القمح في بريطانيا ضعف سعر طاقة من النسيج ، لأن إنتاج طن القمح يستغرق ضعف الوقت الذي يستغرقه إنتاج طاقة من النسيج . وكما أشرنا أعلاه ، انتقدت هذه النظرية ، وقام الاقتصادي الاسكندنافي هكشر ومعه تلميذه أولين ، باستخدام نظرية جديدة تحاول أن تفسر اختلاف معدلات التبادل بين السلع داخل كل بلد ، وبالتالي أسباب وجود المزايا النسبية التي تؤدي إلى قيام التجارة . كذلك يلاحظ أن هكشر وأولين يؤسسان نظريتهما على أساس نقدي لا على أسا المقايضة السلعية . تضع نظرية هكشر – أولين فرضيتين أساسيتين هما :
تختلف أسعار عناصر الإنتاج نسبة للاختلاف في الوفرة النسبية لكل عنصر داخل كل بلد ، أجور العمال مثلا تكون منخفضة نسبيا في البلدان كثير السكان ، وتنخفض أسعار المواد الخام في البلاد التي تستمتع بموارد طبيعية جامة . كذلك ترتفع أسعار الأرض في البلاد قليلة المساحة وهكذا دواليك .
تحتاج السلع المختلفة إلى كميات مختلفة ، أي نسب متفاوتة من مدخلات الإنتاج . بعض السلع تحتاج إلى عمالة أكثر من احتياجه من مواد خام ، وتعرف بالسلع ذات الكثافة العمالية العالية . بعض السلع الأخرى تحتاج إلى موارد طبيعية عالية مثل الأخشاب التي تحتاج إلى مساحات كبيرة من الغابات أكثر من احتياجها لعمال أو آليات ، ولذا تسمى بالسلع كثيفة الأرض .
على هذا استخلص أصحاب تلك النظرية الآتي :
سيقوم كل بلد بإنتاج السلع التي تعتمد على العنصر الذي يتوافر فيه بكثرة ، وبما أن الأخشاب مثلا تتطلب مسافة أرضية رطبة ، سيقوم بلد مثل كندا التي تتوافر بها غابات كثير بإنتاج الأخشاب . بالمثل ستتخصص الصين التي بها كثافة سكانية عالية ، بإنتاج السلع التي تتطلب كثافة عمالية عالية مثل صناعة الملابس . وتقوم البد الرأسمالية التي يتوافر فيها رأس المال بكثافة بإنتاج السلع التي تتطلب كثافة رأسمالية عالية( آليات وخلافه ) كالسيارات وهكذا .
بينما يتم التبادل الدولي ، ستكون صادرات كل بلد من السلع التي يتميز في لإنتاجها نسبيا ( أي السلع التي يتوافر لديه نسبيا عناصر إنتاجها ) وتكون أسعارها ( نفقات إنتاجها ) لذلك السبب منخفضة نسبيا عن الأسعار السائدة في أماكن أخرى من العالم ، ويستورد كل بلد تلك السلع التي يحتاج إنتاجها إلى عناصر إنتاج غير موجودة محليا أو يعاني فيها عجزا نسبيا . وبذا نخلص النظرية إلى قيام الدول بإنتاج وتصدير السلع التي تستخدم بكثافة العناصر المتوافرة بكثرة لديها .
قام أولين بعد ذلك بتنقيح عناصر النظرية لإدخال عنصر الطلب في التحليل ، لكننا لن ندخل في تفاصيل ذلك ، بل سنكتفي بهذا الكم . هناك نظريات أخرى ، ولكن هذه هي النظريات الأساسية التي أثرت على الفكر الاقتصادي كما أن عملية تنقيح هذه النظريات مستمرة . لكن لا بأس من أن نذكر نظرية عنت الاقتصادي الاسكندنافي ( ستيفان لندر ) الذي ذكر في الإجابة عن أي الدول التي تتاجر مع بعض ؟ إن الدول تميل إلى أن تركز تبادلها مع الدول التي تقاربها في متوسط الدخل ، وتشابهها في الأذواق ، أي أن التجارة بين الدول الغنية هي التجارة التي تركز بينها ، والدول تبيع وتشتري أكثر ما تبيع وتشتري مع الدول التي تماثلها دخلا وأذواقا . يركز " لندر " بذلك على الطلب ، إذ يميل طلب المستهلكين في الدول الغنية على السلع عالية الجودة ، بينما يميل طلب مستهلكي الدول الأقل دخلا إلى السلع الأقل جودة ، وبذا تميل الدول المتشابهة في الدخل إلى التجارة فيما بينها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق