من الواضح أن بعض الشركات الكيماوية استمرت في عمل كل من شأنه أن يأتي بالجديد في الأسواق التنافسية ، محلية وعالمية ، فالمدير العام لشركة بارستو الكيماوية مثلا ، كان قد طلب من الكادر الوظيفي لشركته ، بضرورة البحث عن مصادر جديدة غير مطروقة ، يمكن استخدامها في الإنتاج الجديد لشركته ، بحيث تعطي التطوير المطلوب الذي يساعد بدوره في رواج منتوجاتها وتسويقها .
يقع مكتب الشركة في ستامفورد ، فأقرت مجموعة فليتشر التي تحركت نحو Pittsbrug ضرورة الابتعاد عن استعمال الكيماويات الثقيلة في إنتاجها من الشامبو الذي يكثر استعماله في غسيل السيارات ، وكان الشامبو قد ألغي إنتاجه من الدورة التابعة للمشروع ، لكنهم أصيبوا بالدهشة البالغة لنوع جديد من الشامبو تم اختراعه مؤخرا ، فقد أثبت فعاليته العالية بتنظيف كافة الأماكن من الأشياء التي تم اختبارها ، بما في ذلك أيدي الناس التي بدت بعد استعمال المستحضر الجديد ، لينة ، وناعمة وبراقة .. وفي تلك الآونة كانت مادة كيماوية أخرى قد تم إنتاجها وجرى اختبارها على عدد من الناس ، من مختلف الأجناس والأعمار والشرائح الاجتماعية فأعطت النتائج ذاتها ، باستثناء الكثافة والرائحة العطرة ولكن لسوء الحظ بسبب من أن جميع الكميات المنتجة في مخازن الشركة حيث اعترضها مشكلة التعريف ، فعمدت الشركة إلى بيع التركيبة الكيماوية إلى شركة مختصة في المجال نفسه ، ولكنها تفتقر إلى خبراتها العلمية ، فاقترحت عليها بأنها هي التي تقوم بإنتاج المستحضر الجديد الذي لا يضاهيه أي منتوج مماثل في العالم ، من حيث مزاياه المتعددة ، فهناك صنف بتركيبة جلاتينية سميكة تشبه مادة كالفازلين من حيث الكثافة وتركيبة ثانية ، أقل كثافة ولكنها تشيع حين استعمالها رائحة شبيهة برائحة الليمون الطازج .
وتقوم الشركة المشترية البحث عن ذوي الخبرة الأكيدة في تسويق الإنتاج إلى المنافذ العالمية ، وعلى الرغم من نجاحها في مسعاها هذا ، غير أنها ظلت تشعر بالإحباط الشديد والمرارة ، لأن ما من شك ، كان الأجدى لها والأفضل ، أن تقوم بنفسها في تسويق منتوجها كي تجني أرباح أتعابها ومساعيها العلمية ، من دون شراكة أحد ، ولذلك ألقت باللائمة كاملة على إدارة الشركة التي لم تكن بمستوى المسؤولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق