البورصات مجال تداول أسهم الشركات المسجلة فيها ، وهي خصب للاستثمار ، ومصدر مهم لتمويل المشروعات الجديدة والشركات وللتوسع والشركات المتعسرة ، وللاستحواذ على شركات قائمة . والشكل التالي يعطي صورة عن حجم الأسواق .
جدول رقم (9-3) قيمة رسملة البورصات الرئيسية
وبورصات مختارة ( بلايين الدولارات )
|
1980
|
1990
|
2000
|
2005
|
الدول الصناعية
الولايات المتحدة
اليابان
بريطانيا
فرنسا
ألمانيا
سويسرا
أسبانيا
اقتصاديات صاعدة
الصين
الهند
كوريا
تايوان
روسيا
جنوب أفريقيا
ماليزيا
دول شرق أوسطية
السعودية
الإمارات
الكويت
مصر
البحرين
|
10.098
2.126
1.864
967
691
553
456
463
131
250
261
124
185
124
75
20
31
26
70
|
16.324
3.678
2.816
1.559
1159
826
914
640
388
429
441
268
456
190
306
94
69
39
14
|
19.426
4.726
3.794
2.429
1.638
1213
1323
2.426
819
835
655
1057
715
325
327
139
129
93
21
|
12.623
4.241
2.014
1.900
983
788
866
1841
1004
341
372
436
177
386*
239*
106*
114*
295
|
في السنوات الأخيرة ، كان إجمالي رسملة البورصات في كل العالم في نهاية 2006 ، 54.195 بليون دولار و80% منها مصدرها 29 بلدا صناعيا ، وقد تضاعفت قيمة الرسملة فيما بين 2006-2000 ثم قفزت أعلى من ذلك في سنة 2007 لكن شهد عام 2009-2008 انخفاضا هائلا لم يسلم منه بلد في العالم ، فقدت البورصات فيه ثلث قيمتها ويزيد ( إذا تذكرنا أن قيمتها ارتفعت في عام 2007 ( لا تظهر في الجدول ) ) بسبب الأزمة العالمية التي صارت مألوفة لدينا ، علما بأن هذا الانخفاض لم يكن بنفس الدرجة . الأسواق اليابانية مثلا لم تفقد الكثير بسبب الأزمة ، لأنها فقدت الكثير سلفا في عقد التسعينيات . الصين فقدت لكن بنسبة أقل .
الهند كذلك لم تتأثر إلا بدرجة بسيطة . أما البورصات العربية فتأثرت ، لكن الأرقام لا توضح ذلك حيث إنها أخذت قبل استفحال الأزمة العالمية الأخيرة ، لكنها تأثرت سلبا بدون شك .
كالعادة أسواق الولايات المتحدة هي الأضخم ، برسملة تعادل ثلث الرسملة العالمية وبها ثلاث بورصات رئيسية ، لكن بورصة نيويورك تمثل ¾ من الرسملة الأمريكية . السوق الياباني يأتي خلف الولايات المتحدة ، ويستحوذ على 10% تقريبا من إجمالي العالم ، وباليابان أيضا ثلاث بورصات رئيسية ، لكن بورصة طوكيو تكاد تستحوذ على كل الرسملة اليابانية ، وتأتي بعد ذلك بورصة لندن ، ثم البورصة الفرنسية .
وبالنسبة للأسواق الصاعدة ، فقد نمت بدرجة مطلقة ونسبية ، وأصبح الاستثمار في الأسواق الصاعدة جذابا ، خاصة منذ التسعينيات القرن الماضي ، وأصبحت ممثلة في حوافز العديد من مديري المحافظ العالميين .
تختلف الأسواق في درجة السيولة التي تقاس بمعدل الدوران ، أي حجم التداول بالنسبة إلى القيمة السوقية والذي بلغ 183% في الولايات المتحدة ، و124% في المملكة المتحدة وتخطي 100% في 12 دولة من الدول الصناعية في عام 2006 . أما في الدول النامية والصاعدة فهنالك أربع دول فقط تجاوز معدل الدوران فيها رقم 100% على رأسها السعودية (288) ، وتايوان (157) ، وتركيا (141) ، والصين (107) .
البورصات المختلفة تهيئ فرصا لتقليل المخاطر بالتنويع ، كما إنها تسير في طريق التكامل بسبب تحرير القوانين التي سمحت للأجانب بالمشاركة . وسهلت التقنية الحديثة الاتصالات ، وجعلت الأسواق أكثر كفاءة ، بيد أن أهم ميزات هذه البورصات هي أنها فرصة لجمع التمويل وأصبح بإمكان الشركات أن تطرح أسهمها للتداول في أكثر من بورصة ، وقد تزايد هذا التسجيل المتقاطع ، أي أن تطرح الشركة أسهمها في أكثر من بورصة حتى أن بعض البورصات أصبحت بها شركات أجنبية مسجلة أكثر عددا من الشركات المحلية ، كبورصة لوكسمبرج وبورصة سنغافورة . كذلك أصبحت بعض الأسهم مسجلة عالميا مثل ديملر المتداولة في نيويورك وفرانكفورت . من الجانب الآخر أصبحنا نجد أسهم شركات من الدول النامية تطرح في أسواق متقدمة ، ولكنها ( خلاف الأسهم المسجلة عالميا ) تعرض كحافظة وتسمى حافظة مقبوضات عالمية . أو قد تعرضها بنوك من الدول المتقدمة ، وتسمى حافظة مقبوضات أمريكية .
مؤشرات الأسواق : لكل سوق مؤشرات ترصد التداول اليومي واتجاه الأسعار عموما ، وأشهرها مؤشر داو جونز الأمريكي المكون من 30 شركة وقد فاق عمره مائة عام كذلك هنالك (S&P) Standard & Poor الأمريكي أيضا والذي يتكون من 500 شركة . هنالك أيضا فوتسي البريطاني ، نيكاي الياباني ، داكس الألماني ، كاك الفرنسي الخ . قفز مؤشر داو جونز 3.000 نقطة في نهاية الثمانينيات ليفوق 10.000 في نهاية التسعينيات وهو اليوم 9.000 نقطة . أما مؤشر نيكاي الذي كان وصل 30.000 نقطة في بداية نفس الفترة ثم نزل خلال التسعينيات إلى 16.000 نقطة ، وهو اليوم يساوي 10.000 نقطة .
تنافس البورصات لجذب رأس المال ، وتحدث أساليب عملها لتسهيل التداول وإجراء التسويات بعد الشراء ، بإتباع توصيات لجنة الثلاثين ( بعد انهيار 1987 ) مثل إكمال التسوية بسرعة ، وإيجاد مستودع مركزي للأسهم ، وتبني الوسائل الالكترونية في التعامل ، الخ .
من الجانب الآخر ، تراجع إدارات البورصات قوانينها بانتظام لحماية المستثمرين بتحريم التداول لمن يملكون معلومات سرية وزيادة الشفافية ، وكذلك تشجيع الأسواق الثانوية .
البورصات الصاعدة تنمو بسرعة . بورصات الصين بدأت 1990 ، بورصة بومباي من أقدم البورصات ، إذ بدأت في القرن السابع عشر ، أما بورصة كوريا فهي الأكبر في الشرق الأقصى بعد اليابان . وأسواق كوريا وتايوان أكبر من أسواق الأسهم في بلجيكا والنمسا . والقائمة لا تظهر بورصات ساوبولو مثلا لكن ذلك لا يقلل من أهميتها . وكما رأينا في الجدول 9-2 ، فإن معدي الجدول يتوقعون لأسواق دبي وأو ظبي ، سنغافورة وبومباي ، شنجهاي وبجنج ازديادا في أهميتها مستقبلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق