free counters

هل وحدات المشورة والمعاونة معاونة حقيقية ؟

| |

إن المبرر من وجود الأجهزة المعاونة هو تخفيف العبء الذهني والعصبي على الإدارة العليا والمساهمة في التنسيق والوحدة في الجهد الجماعي . 
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل صحيح أن الأجهزة المعاونة معاونة حقيقة ؟ أو أن وجودها يسبب ضغطا عصبيا زائدا على الإدارة العليا بما تثيره من مشكلات خاصة بها وبعلاقاتها مع الأجهزة التنفيذية ؟ وهل هذا الصراع إذا وجد ناتج من كيفية تصميم هذه الأجهزة أو أن ذلك يرجع للأشخاص ؟ 
لقد أظهرت بعض الدراسات في أمريكا وجود نظام وصراعات بين الوحدات المعاونة وبين الأجهزة التنفيذية وذلك لأسباب منها أن أعضاء الأجهزة المعاونة وبصفة خاصة المستشارين أناس يشغلون مناصب عليا وغالبا ما يكونون متعلمين حاملين شهادات عليا يهتمون كثيرا بمظهرهم وبطريقة كلامهم وبدقتهم في التعبير عند الكلام أو عند الكتابة إنهم غالبا قوم نظريون مثاليون في منهجهم عكس التنفيذيين الذين لا يريدون إلا الحلول العملية فهم يكرهون الحلول النظرية .
إن الوحدات المعارضة وبصفة خاصة الاستشاريين يكرهون الأحوال القائمة ويريدون التغيير فسعادتهم ورضاهم في حياتهم في تغيير الأحوال . 
إنهم يبررون وجودهم على حد تعبير فيفنر بكشف أخطاء الآخرين فلا عجب أن يكرهم هؤلاء الآخرون . 
ويضيف ايتزيوني إلى أساب الصراع بين الأجهزة التنفيذية ووحدات المشورة المعاونة أن أعضاء الوحدات المعاونة غالبا ما يكونون صغارا في السن وأقل في الخبرة في حين أن أعضاء الأجهزة التنفيذية غالبا ما يكونون كبارا في السن وأكثر في الخبرة . 
إن وظيفة المعاون المتخصص هو أن يصر على وجهة نظره بإعتباره شخصا متخصصا .
إن الإصرار على وحهة نظره واستعداده دائما لانتقاد وجهات النظر الأخرى وإظهار نقط الضعف في الحلول الأخرى يزيد في الواقع من عبء الرئيس أو المدير في تحقيق التكامل والتنسيق بين وجهات النظر المختلفة . 
لننظر مثلا إلى مراقب التنظيم وطرق العمل فهو يقترح تنظيمات جديدة وغالبا ما يعني ذلك تغييرا في الأشخاص .. وجوه جديدة تأتي لتلائم المناصب الجديدة ووجوه قديمة تذهب .. أشخاص يترقون وأشخاص يتجمدون . 
إن التنفيذيين ينظرون بعين الحذر لمراقب التنظيم فهو عند دراسته لطرق تنفيذ العمل قد يكتشف خللا في الأداء أو في النماذج أو في التسلسل الرئاسي وهو أمر يحرص كثير من التنفيذيين في المستويات الإدارية على ألا يظهر ولاسيما إذا كان ذلك ماسا بهم . إن اقتراح طرق جديدة فيه تهديد لما تعودوا عليه . 
وهناك غالبا صراع بين المدير المالي وباقي المديرين والعاملين في المنظمة فوظيفة المدير المالي الاستخدام الأمثل للأموال لتحقيق أكبر عائد ممكن من الأموال وتحقيق سيوله ... وهو يعتمد في تحليله على الأرقام والنسب .. والأرقام دائما تتكلم فهو ينسب المصروفات الإدارية ( مرتبات الإداريين ) إلى إجمالي المصروفات ويتكلم عن عائد الجنيه أجر بالنسبة للإداريين والعاملين ... إنه يتدخل في احتساب حجم الطلبية حيث أن الحجم الكبير إذا كان أكثر من المطلوب يعتبر أموالا راكدة وهو يتدخل دائما عندما تذكر الحملات الإعلانية ويطلب حساب العائد على الإعلانات . 
إن المدير المالي بأرقامه وحقائقه التي يعرضها يكون بمثابة القنبلة الزمنية الجاهزة للانفجار في أي وقت . 
لهذه الأسباب وما أكثرها نجد عادة أن المدير المالي مكروه من الأشخاص الذين لا يفهمون هذه اللغة المالية ويبدو وكأن العائد بينهم شخصي . 
إن المدير المالي الكفء إذا كان يضرب أجراس الخطر بإستمرار فلنا أن نتوقع أن يكون مكروها حتى من أولئك الذين يستفيدون من تنبيهاته المتكررة . 
وفي المنظمات المهنية كالجامعات مثلا يكون دور الأجهزة المعاونة كبيرا فالاستشاريون غالبا ما تكون لهم أهمية كبيرة مثل أهمية مجالس القسم واللجان إن الأستاذ يقرر المواد التي يجب تدريسها والبحوث المطلوب القيام بها .. 
أما الإداريون فقد يثيرون اعتراضات حول النواحي المالية أو التنظيمية لتصرف معين ولكن المهنى هو الذي غالبا ما يقرر إلى أي مدى يمكن أخذ تلك الاعتبارات في الحسبان . 
إن الصراع بين الأجهزة التنفيذية والأجهزة المعاونة ناتج من تصور بأن الأجهزة المعاونة ليس لها سلطة فسلطتها استشارية ولكن بالتحليل الدقيق سنجد أن للمستشارين سلطة وسلطة كبيرة 
أولا : لديهم قدرة على الإقناع .. إقناع الآخرين بآرائهم بعكس التنفيذيين فغالبا ما يكونون أقل من قدرة على التعبير بالكلام فهم مهتمون دائما بالتنفيذ 
ثانيا : هم متخصصون ماهرون في مجال تخصصهم فالمستشار القانوني يعرف المواد نصها وروحها وتطبيقاتها ومستشار التنظيم يفهم الأصول والأسس والمشكلات ... إلخ . 
ثالثا : إن قرب المستشارين من الإدارة العليا ولاسيما إذا كانوا محبوبين منهم يجعل مركزهم أمام الغير قويا لاسيما إذا كانوا فاهمين لموضوعاتهم ولطبيعة البشر . 
إن رفض الرؤساء التنفيذيين لتوصيات المستشار ربما يجعله يذهب إلى رئيسه الذي ربما يأخذ بتوصياته فإذا كان معروفا أن الرئيس يأخذ بتوصيات هذا المستشار فإن الكثيرين يقبلونه ويقبلون سلطة الفكر هذه . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©