free counters

المفاهيم السائدة عن التنظيم

| |

لكل شخص في الواقع مفهوم عن التنظيم وتختلف هذه المفاهيم عن بعضها اختلافا بينيا في بعض الأحوال وقد تصل إل تناقضات شديدة سواء كان ذلك في الواقع العملي أو بين علماء التنظيم أنفسهم لدرجة يمكننا معها القول إن مفاهيم التنظيم أصبحت بمثابة غابة وبطبيعة الحال فإن أي دراسة للتنظيم يجب أن تتصدي لهذه المفاهيم السائدة
يستخدم البعض كلمة " تنظيم " بمعنى " تخطيط " فيرون مثلا " تنظيم الأسرة " وهم يقصدون " تخطيط الأسرة " ويستخدم البعض الآخر كلمة " تنظيم " لتعني عكس " الفوضى " فهم إذا لم يجدوا شيئا في مكانه فإنهم غالبا ما يستخدمون كلمة " فوضى " وهم بذلك ينظرون إلى التنظيم على أنه وضع كل شيء في مكانه وتخصيص مكان لكل شيء .
ويستخدم البعض الآخر كلمة " تنظيم " بمعنى " ترتيب " فيقولون مثلا " تنظيم المرور " أو " تنظيم الدخول والخروج " أو تنظيم الوقوف في الطابور .
ويستخدم بعض المديرين ورجال الأعمال كلمة " تنظيم " بمعنى " تصميم الهيكل التنظيمي " : فهم ينظرون إلى التنظيم على أنه تلك العملية المتعلقة بعمل " الخرائط التنظيمية " التي توجد بها مربعات وخطوط بين تلك المربعات توضح " من رئيس من"
وإذا زادت الصراعات بين الناس في جهة عمل ما ( حكومة ، شركة ، هيئة ... ) فإن الأصوات تعلو مطالبة بإعادة التنظيم ومفهومهم هنا أيضا مماثل لمفهوم التنظيم السابق وهو :" إعادة تصميم الهيكل التنظيمي " أو " إعادة رسم الخرائط التنظيمية " وفي بعض الحالات يفهم " التنظيم " على أنه " طرد " أو " إعفاء " غير المرغوب فيهم .
فإذا انتقلنا من واقع الممارسة إلى قاموس إنجليزي عربي صغير ( المورد القريب ) نجد أن كلمة Organization تعني : تنظيما أو نظاما أو منظمة وإذا بحثنا في قاموس المورد ( الكبير ) نجد أن كلمة Organization تعني : تنظيما أو نظاما أو منظمة أو هيئة الإدارة في منظمة ويزداد الاختلاف إذا نظرنا تحت الفعل Organize فنجده يعني : " ينظم أو ينشىء أو يؤسس أو ينشىء منظمة وبخاصة ينشىء نقابة للعمال أو يقنع العمال بالانضمام إلى نقابة "
فإذا تركنا القاموس العربي وانتقلنا إلى قاموس " أكسفورد " الانجليزي مثلا نجد كلمة " التنظيم " بمعنى هيئة أو نظام أو مجتمع منظم أما الفعل ينظم Organize فيذكر أن المقصود منه عدة معان :-
بعضي أي يجعله ذا بنية عضوية
يجعله شيئا حيا
يكون شيئا عضويا متكاملا
يعطي هيكلا منظما
يعمل ترتيبات معينة لـ ...
فإذا تركنا القواميس جانبا وانتقلنا إلى علماء التنظيم فنجد اختلافات كثيرة بين هؤلاء العلماء فالبعض ينظر إلى التنظيم بمعنى واسع جدا لكي يشمل " تزويد المشروع بكل شيء مفيد للقيام بوظيفته : المواد الخام والعِدد ورأس المال والأفراد " والتنظيم بهذا المفهوم يقسم إلى عنصرين :
تنظيم مادي
تنظيم بشري
وينظر البعض الآخر لكلمة تنظيم على أنه " شكل أي تجمع إنساني يهدف إلى تحقيق هدف مشترك"
على أساس أن التنسيق يحوي كل مبادئ التنظيم وليس هناك فرق بين التنظيم والتنسيق فالتنسيق هو : " الترتيب المنظم للمجهودات الجماعية من أجل الوصول إلى وحدة في النشاط سعيا نحو تحقيق هدف مشترك "
وهناك عدد كبير من العلماء الذي ينظرون للتنظيم على أنه " عملية تصميم " أو " مرحلة تصميم " أساسها تقسيم العمل وتحديد المسئوليات والسلطات والعلاقات الناشئة من تقسيم العمل لتحقيق التنسيق اللازم لبلوغ الهدف وفي هذا المجال كثيرون : يقول " ليندال إيرويك " أن التنظيم " تحديد أوجه النشاط اللازمة لتحقيق أي هدف وترتيبها في مجموعات بحيث يمكن إسنادها إلى أشخاص " وفي هذا يقول " كونتر " وزميله " أودونيل " إن التنظيم هو " إقامة علاقات السلطة مع إيجاد تنسيق هيكلي رأسي وأفقي بين المناصب التي أسندت إليها الواجبات المتخصصة اللازمة لتحقيق أهداف المشروع " وفي هذا يقول أيضا " وليام نيومان ": " إن عملية التنظيم تشمل تقسيم وتجميع العمل الواجب تنفيذه في وظائف مفردة ثم تحديد العلاقات المقررة بين الأفراد الذين يشغلون هذه الوظائف "
وبالرغم من وجود عدد كبير من علماء التنظيم الذي ينظرون إلى التنظيم على أنه : " عملية تصميم هيكل " فإن البعض الآخر يحوي في مفهومه للتنظيم اختيار القيادات اللازمة للهيكل التنظيمي ومن أولئك " بيتر دركر " أستاذ الإدارة الشهير . يقول " دركر " إن التنظيم هو عملية تحليل النشاط وتحليل القرارات وتحليل العلاقات وذلك لتصنيف العمل وتقسيمه إلى أشطة يمكن إداراتها ثم تقسيم هذه الأنشطة إلى وظائف ثم تجميع هذه الوحدات والوظائف في هيكل تنظيمي وأخيرا اختيار الأشخاص لإدارة هذه الوحدات والوظائف "
إن كل العلماء الذين تم دراسة مفهومهم عن التنظيم ينظرون إلى التنظيم على أنه عملية أو مرحلة
عملية تصميم هيكل وعملية تقسيم العمل بشكل منطقي وعملية تحديد السلطات والمسئوليات والعلاقات بين الأجزاء لتحقيق هدف مشترك إنهم يؤمنون بوجود مبادئ مستقرة للتنظيم .
وعلى الجانب الآخر ينظر الكثيرون من علماء التنظيم إلى التنظيم على أنه " منظمة " Organization أي أنه شيء ديناميكي متحرك لوجود الإنسان فيه فهم في نظرتهم للتنظيم على أنه " منظمة " نشطة إنما يركزون على السلوك التنظيم سلوك الأفراد داخل المنظمة ودوافعهم وصراعاتهم وردود أفعالهم التنظيمي للصراعات ومن المشهورين في هذا المفهوم " جيمس مارش وهيربرت سايمون " الذين يعتقدون بأن العبرة بالفرد ودوافعه ونظام المشجعات والحوافز وأن الكفاءة المطلوبة تتحقق من خلال دراسة الفرد والمجموعة وليس من خلال التقسيم الموضوعي للعمل وأنصار هذا الرأي لا يؤمنون بوجود مبادىء عالمية "
هذا في الوقت الذي بدأ الكثيرون ينظرون إلى " المنظمة " على أنها نظام System والنظام بهذا المعنى مجموعة أجزاء مرتبطة ببعضها تمام الارتباط بحيث أن أي تغيير في أي جزء لابد وأن يؤثر في باقي الأجزاء .
إن كل جزء له منطقه الخاص به والمنطق الخاص بكل جزء هو أنه له دور في تحقيق الهدف النهائي فمنطق الأجزاء تحقيق نتائج وليس تحقيق تصوري أو اعتباطي أو افتراضي .
ومن أمثلة الذين يفهمون التنظيم على أنه منظمة بمعنى نظام ( وليام سكوت ) الذي يرى شرورة معرفة الأجزاء الاستراتيجية للمنظمة :
الفرد : ودافعه واتجاهاته
التنظيم الرسمي
التنظيم غير الرسمي
المركز والدور وأنماط العلاقات
الظروف المادية المحيطة
ومن الضروري معرفة طبيعة هذا الاعتماد المتبادل للأجزاء ومعرفة العمليات الرئيسية التي تربط الأجزاء مثل الاتصال لإيصال المعلومات والتنسيق والرقابة وكذلك معرفة أهداف أجزاء النظام ( التقدم والاستقرار والتفاعل )
ويفهم البعض كلمة " تنظيم " على أنها " إدارة " فنجد مثلا أن أحد الكتاب الفرنسيين واسمه Le Chatelier قد ترجم كتاب فريدريك تايلور وأعطاه اسما بعنوان " التنظيم العلمي للعمل "
وقد استخدم الدكتور محمد فؤاد مهنا كلمة التنظيم ليعبر بها عن الإدارة في عدة مواقع من بحث بعنوان " وسائل تطوير مناهج العلوم الإدارية وأساليب تدريسها بالجامعات والمعاهد العربية " المقدم للمؤتمر العربي الأول لتدريس العلوم الإدارية ( 20 فبراير 1971م ) . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©