free counters

أهمية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب

| |

ماذا يحدث لو صممنا هيكلا تنظيميا روعي فيه القواعد التنظيمية المعترف بها وصممنا المسئوليات والسلطات لمختلف المناصب على أساس رشيد وصممنا العلاقات بحيث تحقق أقل صراع ممكن ولكننا اخترنا المديرين شاغلي المناصب على أساس خفة دمهم أو على أساس طيبتهم أو حتى على أساس ولائهم للرئيس الأعلى صاحب حق الاختيار ؟ 
ماذا يحدث لو اخترنا شخصا ( لائحيا ) يتمسك باللائحة في منظمة غير مستقرة ؟ 
ماذا يحدث لو اخترنا شخصا كاسرا للوائح في منظمة تتمتع بإستقرار في الطلب على منتجاتها وتتبع نظام الانتاج الكبير ؟ 
ماذا يحدث لو اخترنا شخصا ديكتاتوريا لتولي منصب مدير أكاديمية للبحوث والتطوير ؟ 
ماذا يحدث لو اخترنا شخصا عاطفيا لتولي منصب مدير للسجن ؟ 
ماذا يحدث لو اخترنا شخصا عصبيا لتولي مدير مدرسة أطفال ؟ 
إن النتيجة لأي اختيار من الاختيارات المقدمة ستكون مخيبة للآمال إذا كان من الممكن معرفتها بسرعة . 
فمن السهل اختيار ميكانيكي أو بائع لآن نتيجة الأختيار ستظهر بسرعة فالميكانيكي سيظهر أنه سيء بسرعة والبائع السيء سيظهر أنه سيء أو غير كفء بسرعة ولكن المدير السيء لن تظهر نتيجته بسرعة . 
إن المدير السيء مثل السرطان لا يرى ولا يمكن اكتشافه في مراحله الأولى فإذا ساءت الأمور فإنه غالبا ما يستطيع هو نفسه أن يخلق ( شماعات ) أخرى يعلق عليها جهله وعدم كفاءته . 
وعندما تسوء الأحوال فقد يتنبه رؤساؤه ويطالبونه بحضور دورات تدريبية وللأسف لن تجدي معه البرامج التدريبية مهما يكن مستواها فالمادة الخام أصلا غير نافعة .
إن اختيار المديرين في الواقع العملي يتم على أساس أو أكثر من الأسس الآتية : 
1- صداقة شخصية على أساس أن الصديق أولى وإلا فما قيمة الصداقة . 
2- وساطة على أساس أن ( المعروف – الخير ) هو الباقي و ( أنك إذا قدمت السبت فستجد بعده الأحد ) 
3- المعرفة الشخصية على أساس أن ما نعرفه أحسن مما لا نعرفه . 
وفي جميع تلك الحالات غالبا ما يدخل عنصر الولاء أو الثقة كشيء حاكم بصرف النظر عن الكفاءة . 
وغالبا ما ينظر إلى الإدارة على أنها ترقية أو رفعة وليست مسئولية أو تكليفا . 
4- السجل السابق للمدير . 
فالمدير الذي نجح في مكان ما يتم اختياره على أنه سيكون ناجحا في مكان آخر 
وطبيعي أن هذا افتراض ليس بالضرورة صحيحا لأن العوامل التي ساعدت على النجاح قد لا تتوافر أو قد لا تتفاعل مع بعضها لتؤدي نفس النتيجة . 
إن الطريقة التقليدية في الاختيار تحمل معها عدة نقاط ضعف أساسية : 
1- تدعيم مفهوم خاطىء وهو أن الإدارة منحة أو رفعة أو ترقية في حين أن الإدارة مسئولية وتكاليف . 
2- تدعين اللامبالاة حيث يشعر الناس بعدم وجود معايير وأن المسألة شخصية فالتفضيل يكون على أساس شخصي وليس على أساس موضوعي 
إن الطريقة التقليدية في اختيار المديرين مخيبة للآمال ولكن السؤال الآن : ما هي المعضلة التنظيمية ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©