إن الصفة المميزة للفكر التنظيمي المعاصر (عكس التقليدي أو الكلاسيكي) هو اعتماده على أطر فكرية وتحليلية واعتماده على دراسات ميدانية وفوق ذلك كله على تكاملة إن ذلك مبنى على أن دراسة أي تنظيم لابد وان تكون من منطق النظم بمعنى تحليل المتغيرات وتأثيراتها المتبادلة فالنظم البشرية تحوى عددا كبيرا من المتغيرات المرتبطة ببعضها وبالتالي فنظرية النظم في التنظيم تنقل نقلا جذريا منهج التحليل في مستوى أعلى من كل من المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الكلاسيكية الحديثة فنظرية النظم تتصدى لتساؤلات لايمكن أن تتصدى لها النظرية الكلاسيكية والنظرية الكلاسيكية الحديثة.
من هذه الأسئلة الاستراتيجية التي تتصدى لها نظرية النظم فى التنظيم:
1- ماهى الأجزاء الاستراتيجية للنظام أو ماهى ( المتغيرات التنظيمية) لاحظ أننا ذكرنا ستة متغيرات تنظيمية كأجزاء استراتيجية للنظام في الفصل الثاني عشر.
2- ماهى طبيعة الاعتماد المتبادل أو التأثيرات بين الأجزاء (أو بين المتغيرات التنظيمية).
3- ماهى العمليات الأساسية التي تسهل عمل أو تكيف هذه الأجزاء مع بعضها؟
4- ماهى أهداف كل جزء من النظام وإلى مدى تتسق مع أهداف النظام ككل؟ وبطبيعة الحال فإن الفكر التنظيمي المعاصر ليس فكرا موحدا متفقا عليه بين المفكرين ولكن لكل مفكر تصور معين عن النظام وعن أجزائه وبدلا من أن نعرض إسهامات كل مفكر وتصوراته ربما يكون من المفيد أن نعرض المتغيرا التي درست بشكل عام مع إيضاح أحد التصورات التي لاقت اهتماما كبيرا بين المفكرين المعاصرين. سنبدأ ألان بعرض أجزاء النظام وعلاقاتها ببعضها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق