يمكن القول باطمئنان إن أول رواد النظرية السلوكية هو إيلتون مايو حيث اكتشف فى تجاربه الشهيرة والمعروفة بتجارب هاوثورن ما يؤدى إلى القول بأن:
1- كمية العمل للعامل وبالتالي المستوى التنظمى للكفاءة والترشيد لا يتوقفان على القدرة الجسمانية ولكن على القدرة الاجتماعية.
2- المكافأة غير المادية والعقاب غير المادي يلعب دورا مركزيا في تحديد الدوافع ورضا الأفراد فى التنظيم.
3- التخصص الدقيق ليس بالضرورة أحسن نموذج للكفاءة لتقسيم العمل إذا لم يكن يؤدى إلى التوافق بين الأفراد وبعضهم إن نتيجة عدم التوافق الاجتماعي ربما يقلل من الكفاءة بالرغم من وجود التخصص.
4- رد فعل الأفراد في الجهاز التنظيمي لا يكون على أساس شخصي ولكن على أساس المجموعه بمعنى أن الفرد لا يستطيع أن ينحرف عن اتجاهات الجماعة التي ينتمي إليها فالفرد ربما يفضل عمل علاقات طيبة مع زملائه فى التنظيم عن كسب مبالغ أكبر ولذلك فقد وجد أن العلاقات الدافئة والصداقة تظهر في المجموعة التي يكون فيها القائد ديمقراطيا.
إن الفلسفة التي تدور حولها النظرية السلوكية هو أنه لايمكن معالجة الفرد كوحدة منعزلة ولكن يجب معالجة الفرد كعضو في جماعة يتعرض لضغوطها وتأثيراتها.
ويوضح ايتزيونى أنه في ظل المدرسة الكلاسيكية فإن الاعتقاد هو أن الكفاءة تحقق الرضا أما فى المدرسة السلوكية فإن الرضا رضا الفرد والجماعة يحقق الكفاءة.
وعلى هذا فالمدرسة السلوكية تهتم بالسلوك الانفعالي غير المخطط غير الرشيد باعتباره مؤثرا كبيرا في التنظيم كما تهتم بالصداقة بين أعضاء التنظيم وبالتالي بالشلل وتأثيراتها بالقيادة إلى غير ذلك من السلوك البشرى الذي لا يتميز بالضرورة بالعقلانية أو الترشيد.
وبناء على ما تقدم فان أنصار المدرسة السلوكية في التنظيم يهتمون بصفة أساسية بالتنظيم غير الرسمي ويناء نظام اتصالات حول الأشخاص الذين يكونون( مراكز اتخاذ قرارات) ويذكر لنا سكوت محددات ظهور التنظيم غير الرسمي في أربع : المكان والوظيفة والمصلحة والقضية الخاصة فمن أجل تكوين علاقات بيت أشخاص فيجب أن تكون هناك اتصالات وجها لوجه وهذا يتوقف على مكان وجودهم وبالإضافة إلى ذلك فان الأشخاص الذين يقومون بوظيفة واحدة( الحسابات مثلا) غالبا ما يجتمعون مع بعضهم إلا أنه بالرغم من وجود الأفراد في مكان واحد ووظيفة واحدة فليس من الضروري أن تنشأ بينهم علاقات فذلك يتوقف على مصالحهم الشخصية واهتماماتهم إن الأشخاص الذين يهتمون بقضية خاصة مشتركة بينهم تكون من بين محددات ظهر التنظيم غير الرسمي.
لقد أسهم علماء النفس وعلماء النفس الاجتماعي في إثراء نظريات التنظيم ونرى البعض يطلق عليهم ( السلوكين).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق