أن النشاط
الاقتصادي قد يتغير تبعا لعوامل أخرى غير الاعتبارات الطبيعية السابق الإشارة
إليها ، ومن هذه العوامل بل ومن أهمها الإنسان ؛ حيث يختلف التأثير على الإنتاج
باختلاف الإنسان نفسه من منطقة لأخرى من حيث الكثرة أو القلة ، ومن حيث مستواه
العلمي والتكنولوجي ومستوى معيشته .
ومفهوم العوامل
البشرية بصفة عامة يضم كل ما يتصل بالإنسان ، ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى ثلاث
مجموعات هي مقومات اجتماعية ، حضارية ، واقتصادية .
المقومات الاجتماعية :
أ) السكان :
من أهم مقومات
الإنتاج ؛ فالإنسان هو العامل الرئيسي في تشكيل جميع الموارد فهو المنتج والمزارع
والمستهلك للموارد . وقد يأتي تأثير الإنسان على الإنتاج عن طريق اختلاف توزيعه في
العالم ومن ثم اختلاف القوى العاملة من منطقة لأخرى ، واختلاف قوى الاستهلاك .
فالمناطق كثيفة السكان تتمتع بتوفر القوى العاملة وبالسوق الاستهلاكية أكثر من
المناطق قليلة السكان .
وتؤدي الكثافة
السكانية المرتفعة إلى أن يسعى الإنسان في مثل هذه المناطق إلى تنوع الإنتاج
لمواجهة الزيادة السكانية التي لا تتفق ورقعة الأرض الصالحة للزراعة كما يحدث في
اليابان ودول غرب أوروبا .
كما يؤثر التركيب
العمري للسكان على الإنتاج ، فمن المعروف أن سن الإنتاج ينحصر ما بين 15 – 60 سنة،
وكلما ارتفعت نسبة السكان في هذه المرحلة من العمر ارتفعت نسبة قوى العمل من جملة
السكان ومن ثم زيادة الإنتاج .
ب)
مستوى المعيشة :
يبدو أثر مستوى
المعيشة واضحا في التأثير في سوق الاستهلاك ومن ثم في الإنتاج وكميته . فمستوى
المعيشة المرتفع يعني :
·
زيادة الطلب على بعض السلع ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى
زيادة إنتاج هذه السلعة .
· قد لا يقتصر تأثير مستوى
المعيشة على الإنتاج في الدولة نفسها وإنما قد يتعداها أحيانا إلى دول أخرى ؛ إذ
أن ارتفاع مستوى المعيشة يؤدي إلى زيادة الطلب على سلع قد لا يكون إنتاجها المحلي
كافيا ، أو فد لا تنتج محليا وبذلك يسعى للحصول عليها من دول أخرى تنتجها مما يعمل
على زيادة إنتاج هذه السلع في الدول المصدرة لمواجهة الطلب المتزايد عليها .
وكمثال على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا ، فهذه الدول رغم
تقدمها إلا أنها تستورد الكثير من السلع باعتبار ذلك ضرورة يتطلبها مستوى المعيشة
المرتفع .
· يؤثر مستوى المعيشة في
نوعية السلع التي يتم إنتاجها . فارتفاع مستوى المعيشة في البلاد المتقدمة يجعلها
لا تقتصر في إنتاجها على إنتاج السلع الضرورية لسكانها من مأكل وملبس ومسكن، وإنما
تتعداها إلى إنتاج سلع أخرى تتفق وإشباع رغبات جديدة ترتبت على ارتفاع مستوى
معيشتهم وتقدمهم الحضاري . فالسكان الذين ارتفع مستوى معيشتهم تتنوع وتتعدد
مطالبهم الآمر الذي يستدعى بذل الجهود الكبيرة في استغلال الموارد الطبيعية
بالدرجة التي توفر لهم المطالب التي تتفق وحياتهم الراقية ، وكل ذلك يتطلب مزيدا
من الإنتاج حتى يمكن تزويد الإنسان بكل حاجاته التي تتفق ومستواه الحضاري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق