وتنبع أهمية دراسة الموارد الاقتصادية من أنها تعد من دعائم القوة والأمن ومصدرا للثروة والرخاء ، وهي تؤثر في الإنسان تأثيرا مباشرا سواء في السلم أو الحرب . ويرجع اهتمام الإنسان بها إلى أقدم العصور منذ أن بدأت أعداده تتزايد ، وبالتالي تضغط على الأرض التي يحصل منها على قوته وعلى المعادن التي يستخدمها في تحقيق أغراضه المختلفة .
يوجد العديد من الأسباب التي تدعو لدراسة الموارد الاقتصادية ، من هذه الأسباب ما يلي :
أ) التعرف على إمكانية قيام تجارة دولية :
إن دراسة التوزيع العالمي لموارد الثروة الزراعية ، والصناعية ، والمعدنية ، والمائية .. يمكن أن تلقى الضوء - في ظل مفهوم النفقات النسبية – على إمكانية قيام تجارة دولية بين دول العالم ، كما تساعد في التعرف على حجم التجارة العالمية وعناصرها الأساسية من صادرات وواردات ، وتأثير ذلك على الميزان التجاري للدول المشتركة في التجارة الدولية .
ب) التعرف على القدرة الاقتصادية لدول العالم :
فمن خلال دراسة الموارد الاقتصادية يمكن التعرف على الدول التي تملك الموارد أكثر من غيرها ، ومن ثم يكون لديها مكانة مرموقة بين دول العالم . فعلى سبيل المثال : أن التعرف على توزيع مناطق الإنتاج الزراعي من الحبوب والخضروات إنما تساعد في العرف على مناطق توزيع الغذاء في العالم .
ج) مواجهة الندرة النسبية للموارد :
فمن المعروف أن المشكلة الاقتصادية تتعرض لها جميع دول العالم الغني منها والفقير ، وأن الندرة النسبية للموارد تعد أحد أهم عناصر هذه المشكلة . فالموارد الموجودة بالفعل وإن لم تتميز بالندرة المطلقة إلا أنها نادرة بالنسبة للحاجات المتعددة المتجددة . وذلك يعني أن خطورة المشكلة تكمن في أن الموارد – حتى مع زيادتها – تنمو بمعدل أقل كثيرا من ذلك المعدل الذي تنمو به الزيادة السكانية ومر ثم حاجاتهم . مما قد يعني أما استنزف بعض هذه الموارد وإما تدهور القدرة الإنتاجية لبعضها الآخر ، وطالما أن هذه الموارد ليست وقفا على جيل دون آخر فلا بد من المحافظة عليها ومحاولة ترشيد استخدامها وتنميتها . ويتم ذلك من خلال حصر جميع الموارد بهدف تحديد إمكانية استغلالها في الحاضر والمستقبل ، ووضع الخطط التي تضمن عدم الإسراف في استخدامها .
د) رفع مستوى
رفاهية الأفراد :
إن هدف رفع مستوى
رفاهية الأفراد لا يتم إلا من خلال القيام بعمليات التنمية الاقتصادية وهي ترتبط
ارتباطا مباشرا بحجم وطريقة استخدام المتاح من الموارد ؛ حيث زيادة المتاح منها مع
حسن استغلالها يعجل من عمليات التنمية الاقتصادية .
و) تفهم التغيرات
الاقتصادية المختلفة في العالم :
إن دراسة الموارد
الاقتصادية تمكن من التعرف على التكتلات الاقتصادية والسياسية المختلفة في العالم
(كمنظمة السوق الأوروبية المشتركة ، والسوق المشتركة لدول أمريكا اللاتينية ،
وإمكانية تحقيق سوق عربية مشتركة ) وتوضيح الكثير عن حقيقة هذه التكتلات وقوتها
التفاوضية في العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق