لقد بنى الطبيعيين نظريتهم على أن أساس الثروة هو الأرض
وما تنتجه لا المعدن النفيس كما ادعى أصحاب السياسة التجارية فالأرض وحدها هي التي
تعطي انتاجا يفوق قيمة ما استثمر فيها وعليه فإن الزراعة تخلق ما يسمى بالناتج
الصافى والذي يمثل عائد الأرض الصافى بعد خصم تكاليف الإنتاج من أجور العمال
وتكاليف الأدوات الزراعية وما إلى ذلك من التكاليف الأخرى أي أن الزراعة في نظرهم
تُعد مهنة منتجة .
أما بالنظر إلى الصناعة نجدها لا تخرج عن كونها عملية
تحويل يقوم بها الصانع على المادة الأولية التي تنتجها الأرض وعليه فبدون هذه
المادة الأولية لا توجد صناعة .
كذلك نجد أن التجارة ما هي إلا عملية نقل السلع المنتجة
من مكان لآخر ومن ثم يمكن القول :
·
أن الصناعة والتجارة مهن عقيمة غير منتجة .
·
حيث أن الأرض هي العامل الوحيد المنتج في الدولة فإن
الطبقة التي تتولى القيام بالعمليات الزراعية هي الطبقة الوحيدة المنتجة في الدولة
·
ان المجتمع ينقسم إلى ثلاث طبقات هي : طبقة المشتغلين
بالصناعة والتجارة وأصحاب المهن الحرة – طبقة أصحاب الأملاك الزراعية – طبقة
الفلاحيين .
وبين هذه الطبقات الثلاث نجد أن الثروة القومية في
انتقال مستمر حث أن أصحاب الأملاك الزراعية يحصلون على الناتج الصافى نظرا
لملكيتهم للأرض ثم يدفعون جزء منه إلى الطبقة المنتجة أي طبقة الفلاحيين نظير ما
يحصلون عليه من مواد غذائية وسلع أخرى ويدفعون الجزء الباقى لطبقة الصناع والتجار
نظير ما يحصلون عليه من سلع صناعية وخدمات أخرى وتقوم طبقة الصناع والتجار بدفع
هذا الجزء مرة ثانية لطبقة الفلاحين نظير ما يشترونه منهم من مواد غذائية وسلع
أخرى وبذلك يعود الناتج الصافى بأكمله لطبقة الفلاحيين الذين يستخدمونه في العملية
الزراعية مرة أخرى فتخلق ناتجا صافيا جديدا والذي يدور مرة أخرى بين الطبقات
الثلاث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق