لقد بدأت النقابات الطائفية في الاضمحلال مع نهاية
العصور الوسطى في أوروبا وكان من أهم أسباب اضمحلالها :
1- وقفت النقابات العمالية حجر عثرة أمام أي تجديد أو
ابتكار في الوسائل الصناعية بحجة تقليل المنافسة بين أعضاء النقابة الواحدة فحافظت
بذلك على مستوى الصناعة التقليدي الذي كان سائدا في العصور الوسطى مع تعارض هذا
المستوى مع روح العصر الحديث .
2- وقفت أيضا أمام أي طموح قد يؤدي إلى التقدم الصناعى
أو التجارى وذلك لمراعاتها لقاعدة " العدالة " بالنسبة لصاحب الحرفة ،
حيث كانت تقسم السوق اللازم لتصريف المنتجات بين أعضاء النقابة بالتساوي لمنع
أحدهم من الاثراء على حساب الآخرين .
3- وضعت النقابات عراقيل مالية شتى وشروط تكاد تكون
مستحيلة للالتحاق بها ، فقد كانت عضويتها مقصورة على الطبقة الممتازة من أصحاب
الحرفة ، فقد كان من شروط الالتحاق بالنقابة تقديم تحفة ممتازة من انتاج طالب
العضوية صحيح أن ذلك أدى إلى ارتفاع مستوى الصناعة في العصور الوسطى إلا أن ذلك لم
يستمر طويلا حيث دب الفساد في النقابات وصارت الرشوة هي الوسيلة الوحيدة للارتقاء
لمرتبة صاحب الحرفة مما أدى إلى انحطاط مستوى الصناعة بعد ذلك .
كما منع ذلك كثير من العمال المهرة للوصول إلى مرتبة
صاحب حرفة وكتب عليهم أن يكونوا عمالا أجراء طيلة حياتهم .
4- وقف نظام الطوائف في سبيل الممولين الذين يودون
استثمار أمواليهم في المشروعات الصناعية ، وبذلك تكون قد حرمت الصناعة من نشاط
وجهود الرأسماليين الذين هم دعامة الصناعة الحديثة . فنجدها تمنع الأجانب خاصة
الريف من مزاولة المهن داخل المدن .
5- حددت النقابات الآلات والعمال التي يمكن لأي صاحب
حرفة استخدامهم في محله وبذلك حددت الإنتاج وقضت على التوسع الصناعي .
خلاصة ذلك أن النقابات الطائفية وقفت أمام كل جديد ولأي
تقدم من شأنه أن يطور الصناعة لتساير التطور الاقتصادي الجديد والذي بدأ يظهر في
أوروبا في القرن السابع عشر وهو الاقتصاد الرأسمالي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق