إن وظيفة النقود كوسيط في عملية التبادل لابد وأن تؤدي
إلى قيامها بوظيفة مستودع أو مخزن القيمة حيث أن هناك فترة قد تفصل بين الحصول على
الايراد وممارسة عملية الانفاق . كما أنه في الغالب لا يقوم الفرد بإنفاق كل
النقود التي حصل عليها فورا وإنما قد ينفق جزء ويدخر جزءا آخر بغية استخدامه في
المستقبل . والمعروف أن النقود أصل لا يطلب لذاته ولكنها وسيلة للحصول على ما
يحتاجه الفرد من سلع وخدمات لذلك فإن الاحتفاظ بالنقود يكون بهدف الحصول على السلع
والخدمات في المستقبل حيث لا يمكن للفرد أن يخزن السلع ولا يستطيع الاحتفاظ بكميات
كبيرة من السلع لأنها قد تتلف أو تتقلب قيمتها فضلا عن عدم إمكانية التنبؤ بنوعية
السلع التي قد يحتاجها الفرد في المستقبل ويشترط لكي تقوم النقود بدورها كمستودع
للقيمة أن تتمتع قيمتها بالاستقرار النسبي .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ، هل النقود هي الأصل الوحيد
الذي يستخدم كمستودع أو مخزن للقيمة ؟ في الحقيقة يستطيع الفرد أن يحتفظ بأصول
أخرى كمخزن للقيمة مثل الودائع لأجل الودائع الادخارية والأسهم والسندات والأراضي
الزراعية والعقارات والذهب ... إلخ وسواء النقود أو الأصول الأخرى فإن كل منهما له
مزايا وعيوب .
من أهم مزايا الأصول الأخرى ( غير النقدية ) كأداة
لاختزان القيمة ما يلي :
·
أنها قد تدر عائد لأصحابها في صورة ربح أو فائدة أو
منفعة .
·
قيمتها قد ترتفع بمرور الزمن وتحقق أرباحا رأسمالية .
ويعاب عليها أنها :
·
أنها أصل لا يتمتع بالسيولة التامة حيث إذا حاول الفرد
بيعها في وقت الأزمات فقد يتم بيعها بخسارة .
·
قيمتها قد تتعرض للانخفاض أو قد يتحمل الفرد نفقات تخزين
مميزات النقود كأداة لاختزان القيمة السيولة التامة حيث
يستطيع الفرد أن يحولها إلى أي سلعة أو خدمة في أي وقت .
·
إمكانية أن يحقق الفرد مكاسب من خلال انتهاز الفرص لعقد
صفقات تحتاج لنقدية حاضرة ويعاب على النقود أنه أصل لا يدر عائد إذا ظل بدون
استخدام .
·
قيمتها قد تنخفض بسبب ارتفاع الأسعار حيث توجد علاقة
عكسية بين مستوى الأسعار وقيمة النقود .
وفي العادة فإن الفرد يحتفظ بالأصول في صورة متنوعة منها
( أصل كامل السيولة ) النقود ومنها الأصول الأخرى الأقل سيولة مثل الأوراق المالية
والسلع المعمرة والأراضي والعقارات ... إلخ ومع توقع الفرد انخفاض الأسعار في
المستقبل القريب تزداد الأصول النقدية للاستفادة من انخفاض الأسعار والعكس صحيح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق