free counters

ظهور البنوك التجارية

| |

البنوك التجارية هي مؤسسات مصرفية تعمل في سوق النقد أي في الأصول المالية قصيرة الأجل وهي مؤسسة تتعامل في الدين من خلال الحصول على موارد نقدية تمثل التزامات عليها وتظهر في جانب الخصوم من الميزانية ويقدم مقابلها وعودا بالدفع عند الطلب في شكل ائتمان أو اقراض للغير يمثل حقوقا له تدخل في جانب الأصول من ميزانية البنك .
والبنك كلمة انجليزية Bank وهو عبارة عن القطعة الخشبية العريضة التي كان التجار والصيارفة والصاغة يتعاملون بالنقود فوقها .
والبنوك التجارية في صورتها الحديثة هي أحفاد لثلاثة تولوا عملية الاتجار والتعامل في النقود منذ فترات طويلة وهم : التاجر والصائغ والمرابي
فالبنوك التجارية تتعامل في الديون وقد وجدت هذه الفكرة في عمليات المتاجرة بالنقود في الماضى من خلال ظهور طبقة رجال الصاغة في لندن والتجار في جنوه والمرابين الذين حازوا ثقة الأفراد حيث قاموا بإيداع جزء من ثرواتهم في شكل ذهب أو نقود لدى هؤلاء التجار بصفة أمانة ووديعة قابلة للاسترداد في أي لحظة وذلك مقابل شهادات أو ايصالات ايداع تثبت ما تم ايداعه وتتضمن على تعهد المودع لديه برد قيمة الوديعة فور طلبها وقام هؤلاء الأمناء بحفظ الودائع مقابل عمولة معينة .
أما الصائغ وهو تاجر حلي ومعادن نفيسة فقد أودع بعض الناس نقودهم لديه بسبب ثقتهم في أمانته لحفظها مقابل عائد محدد وقد تم هذا مقابل شهادات ايداع تثبت حقوق المودعين .
أما المرابي أو المقرض فهو شخص كان يقوم بإقراض أمواله مقابل عائد يمثل نسبة من القرض نفسه وكان هذا العائد ذا طابع استغلالي فسمى " ربا " ولازالت صورة هذا المقرض قائمة في كثير من القرى في كل الدول وكان هذا المقرض في البداية يقدم القروض من رأس ماله الخالص .
في هذه المرحلة كانت الودائع المستردة هي بعينها ما تم ايداعه أي كانت الودائع كاملة في خصائصها . ومع توسع قيام الأفراد بإيداع أموالهم لدى التجار تضخمت هذه الأموال بحيث اختلطت ببعضها وبصفة خاصة الودائع النقدية وهنا بدأت مرحلة جديدة فقد أصبح التجار يقبلون الودائع النقدية على أن يقوموا برد قيمتها الأسمية دون الالتزام بردها ذاتها وبالتالى أصبحت الوديعة ناقصة ركنا هاما في خصائصها وقد سمح هذا التطور في التعامل على الودائع للتجار بقدر من الحرية للتصرف في الودائع الأصلية على أن يلتزموا برد قيمتها الأسمية . وفي هذه المرحلة لاحظ التجار وجود جانب كبير من الودائع لديهم لا يتم التعامل عليها ( أي خاملة ) لفترة زمنية طويلة . إن وجود هذه الظاهرة واستمرارها شجع التجار على اتباع سلوك جديد بإقراض الودائع الخاملة مقابل الحصول على معدل فائدة مرتفع مما صبغ هذا السلوك بطابع الاستغلال وأدى إلى تقرير الكنيسة عدم مشروعية هذه الفائدة بإعتبارها ربا ووصفها للتجار المقرضين بكونهم مرابين . هذه الفائدة التي حصل عليها المتصرفون في المال المودع لديهم بصفة أمانة شجعهم على السعي لجذب المزيد من الودائع وبدلا من تقاضي أجر لحراسة الأموال قاموا بإغراء المودعين لزيادة ودائعهم مقابل دفع فائدة كعائد على هذه الودائع وبالتالى ظهرت مرحلة أخرى جديدة قام فيها التجار بالتخصص في التعامل مع الأموال .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ خدمات وحلول متكاملة للاعمال 2013 ©